عمان | سجّل الحراك الأردني الشعبي موقفاً نوعياً في اختياره الاستمرار في التظاهر خلال شهر رمضان، مقدّماً أفكاراً جديدة عن شكل الاحتجاج الليلي وطبيعته، موسّعاً بذلك مناطقه وكاسراً في الوقت نفسه حواجز عديدة. ولعل الجديد هو دخول الحراك إلى مناطق تعدّ ذات كثافة أردنية من أصل فلسطيني مثل مخيم الوحدات، في إشارة واضحة الى ضم الغالبية الصامتة إلى حركة المطالبة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي.ودعت «اللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة الوطنية الأردنية»، أعضاءها إلى الحشد بكثافة في المهرجان الذي تقيمه الجبهة الوطنية للإصلاح الساعة العاشرة من مساء اليوم في مجمع النقابات المهنية، والذي يتحدث فيه رئيس الجبهة الوطنية أحمد عبيدات.
في غضون ذلك، انتقد ممثلو الأحزاب تلكؤ الحكومة في الإصلاحات، وخاصة الدستورية منها، واتفق الجميع على أن التعديلات الدستورية يجب أن تكون الرافعة الأساسية لعملية الإصلاح، ويجب أن تفتح الطريق لإرساء آلية جديدة لتأليف الحكومات والفصل الحقيقي بين السلطات، وتأكيد مبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات.
وفي الوقت الذي تشهد فيه العاصمة عمّان والمحافظات والمناطق الأردنية تحركات ليلية يومية، طوى البرلمان الأردني ملف الكازينو بعدما برّأ باقي المتهمين من الوزراء المُدانين في قضية الفساد تلك، بحسب تقرير لجنة التحقيق النيابية في ملف الكازينو، وذلك إثر تصويت 41 نائباً لمصلحة اتهامهم، و50 ضد الاتهام، فيما امتنع 10 نواب عن التصويت، وغاب 18 نائباً عن الجلسة. كذلك صوّت مجلس النواب على منع محاكمة الـ 17 وزيراً المعنيين في حكومة معروف البخيت الأولى (2005 ـــــ 2007) على نحو جماعي طبقاً لتوصية لجنة التحقيق النيابية الخاصة بملف الكازينو، علماً بأنه جرى التصويت على المُدان الأبرز منفرداً، وهو رئيس الوزراء معروف البخيت، وتبرئته من الملف، فيما اتُّهم وزير السياحة السابق أسامة الدباس.
أما دعوات الاحتجاج، فتزداد يومياً وتتكثف البيانات الداعية إلى المشاركة في التظاهر، وآخرها كانت للناشط اليساري مهدي السعافين، الذي دعا إلى يوم «جمعة السيادة» في العاصمة والمحافظات اليوم، حيث تنطلق التظاهرات من أمام الجامع الحسيني وسط العاصمة.
مصطلحات مثل «محاربة الفساد» و«المطالبة بالإصلاح» و«محاكمة الفاسدين»، و«الوحدة الوطنية»، و «استعادة ثروات البلد المنهوبة»، جميعها باتت عناوين لافتات المحتجين من شمال الأردن الى جنوبه، لتسجّل ضغطاً غير مسبوق على الحكومة الحالية من أجل إيجاد حلول عاجلة للقضايا التي يعانيها المجتمع الأردني.