جدّد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، أمس، تحذير قوات الاحتلال الأميركي في بلاده من قتالها إن لم تنسحب في نهاية العام الجاري مثلما هو منصوص عليه في الاتفاقية الأمنية العراقية ــــ الأميركية، متوعّداً باستهدافها ومدرّبيها الذين ينتظر أن يبقوا في العراق إلى أجل غير محدَّد. وجاء في رسالة للصدر وزّعها مكتبه الإعلامي في نصين باللغتين العربية والإنكليزية، أنه «من منطلق الحرية أكلمكم، ومن منطلق الديموقراطية التي أنتم وضعتموها أكلمكم: اخرجوا من أرضنا المقدسة هذه لترجعوا إلى عوائلكم التي تنتظركم بفارغ الصبر. كفاكم احتلالاً لبلدنا، واذهبوا أنتم وأسلحتكم، لا حاجة لنا بها وبكم». وتابع «اخرجوا لكي لا نستهدفكم أو نستهدف مدربيكم الذين ما تعلّم الآخرون منهم غير تعذيب السجناء وقتل الأبرياء، واعلموا أننا سنبقى مقاومين حتى تخرجوا».وكان الصدر قد أصدر بياناً قبل يومين، رأى فيه أن القوات الأميركية التي ستبقى في البلاد بعد موعد الانسحاب نهاية عام 2011، حتى وإن بهدف تدريب القوات العراقية، ستُعامل على أنها قوات محتلة يجب مواجهتها «بالمقاومة العسكرية». كذلك سبق له أن طلب من أنصاره، في تموز الماضي، التوقيع على نص يتعهدون بموجبه بجعل «الاحتلال والثالوث المشؤوم (الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل) عدوّي الوحيد». ولا يزال الجيش الأميركي ينشر نحو 47 ألفاً من جنوده في العراق، علماً بأنه يجب أن ينسحب هؤلاء بالكامل من البلاد نهاية العام الجاري وفق اتفاقية «سوفا». لكن قادة الكتل السياسية العراقية فوّضوا إلى الحكومة بدء محادثات مع واشنطن لبحث مسألة تدريب القوات العراقية، حتى بعد موعد الانسحاب المقرر.
في غضون ذلك، طالب برلمان إقليم كردستان العراق الحكومة الإيرانية بوقف القصف المدفعي للمناطق الحدودية.
ودعا في بيان الحكومة الإيرانية إلى «الالتزام بالمبادئ الدولية ودول الجوار واحترام العلاقات التاريخية بين الطرفين، مع احترام حقوق المواطنين في المناطق الحدودية»، محذراً من أن «استمرار هذا القصف سيلحق الضرر بالعلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين الطرفين». كذلك طلب البرلمان من حكومة بغداد «تكثيف جهودها، على جميع المستويات، لإجبار الحكومة الإيرانية على وقف القصف المدفعي».
(أ ف ب)