كشفت معلومات جديدة عن تطورات الأزمة الليبية أن الحكومة في طرابلس طلبت من شخصية فرنسية التوسط في النزاع الدائر بين نظام العقيد معمر القذافي والمعارضة في بنغازي، فيما شنّ مقاتلو المعارضة في الجبل الغربي هجوماً جديداً على قوات النظام، بعد يوم من اعتراف بريطانيا دبلوماسياً بالمعارضة. وذكرت جريدة «لو فيغارو» الفرنسية أن مدير مكتب رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، التقى في الرابع عشر من حزيران الماضي، في باريس، مدّعي الفلسفة الكاتب الصهيوني برنار هنري ـــــ ليفي، المقرب من المجلس الانتقالي ومن ساركوزي، طالباً منه القيام بمبادرة للحوار بين طرفي النزاع لبحث المرحلة المقبلة. وذلك في ظل رفض القذافي الحوار. وأضافت الصحيفة إن ليفي وافق على طلب مدير مكتب المحمودي وجمعه في اليوم التالي مع أحد أعضاء المجلس الانتقالي في منزله في العاصمة الفرنسية، إلا أن عودة الاشتباكات أواخر حزيران أوقفت المفاوضات.
من جانبه، نقل الصحافي الفرنسي، جورج مالبرونو، عن مصادر عسكرية فرنسية أن وزارة الدفاع الفرنسية تقدّر المبلغ الذي رصده القذافي للحرب، بخمسين مليار دولار أميركي.
وعقب تراجع الآمال في التوصل الى تسوية من خلال التفاوض بعد نشاط دبلوماسي محموم في الأسابيع الأخيرة، أذعن طرفا الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر للأمر الواقع، وأدركا أن الصراع سيتواصل في شهر رمضان في آب المقبل.
في هذا الوقت، قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن مقاتليها بدأوا هجوماً على مدينة الغزايا الاستراتيجية التي تسيطر عليها الحكومة قرب الحدود التونسية. وأبلغ المتحدث محمد ميلود وكالة «رويترز» أنه «بدأنا هجوماً بالصواريخ والدبابات على الغزايا»، الواقعة قرب حدود تونس، وظلت تحت سيطرة القوات الحكومية منذ بدء الصراع.
وكان مبعوث الأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، قد زار الجانبين في طرابلس وبنغازي هذا الأسبوع، وعرض خططاً لوقف إطلاق النار وحكومة لاقتسام السلطة تستبعد القذافي، دون أن يحقق أي تقدم ملموس. وعلّق رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، على اقتراح الخطيب، قائلاً إن المعارضة فوجئت بعد اتخاذ عشر خطوات الى الوراء بأن العرض هو اقتسام السلطة مع نظام القذافي، وهذا مضحك.
الى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس طلباً تقدم به المجلس الوطني الانتقالي، لفتح سفارة في واشنطن.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)