كشف تقرير أعدتّه بعثة تقصي الحقائق التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، بشأن الأحداث التي شهدها ميدان العباسية شمال القاهرة يوم السبت الماضي، أنّ المسيرة التي قامت بها حركة «6 أبريل» باتجاه مقرّ وزارة الدفاع كانت سلمية، ولم تشهد أي اختلالات أمنية من جانب المتظاهرين. وقال التقرير، الذي وزّعه ناشطون في ميدان التحرير، أمس، إن «بعثة المجلس تلقت شهادات مؤيّدة بالصور ومقاطع فيديو تدل على وجود حالة تربص بالمتظاهرين من جانب أشخاص كانوا في ميدان العباسية قبل وصول المتظاهرين». وأكد شهود عيان للبعثة أن «بداية الاعتداء صدرت من عناصر اعتلوا سطوح بنايتين سكنيتين تطلان على ميدان العباسية، واستخدموا الحجارة بالتزامن مع اندفاع عناصر مدنيّين لمهاجمة المتظاهرين، استخدموا الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، ما أدّى إلى إصابة المئات من المتظاهرين وأهالي الحي وأفراد من الشرطة، أُسعف معظمهم ما عدا 18 حالة حرجة احتجزت في المستشفيات القريبة». وأشار التقرير إلى أنّ «ذلك جرى على مرأى ومسمع من قوات الجيش والشرطة، ولم يتدخل أي منهم لمنع تلك الاعتداءات بدعوى الحياد».
ونقل عن شهود عيان أن «المعتدين استخدموا الألفاظ النابية ضدّ المتظاهرين لثنيهم عن العودة إلى ميدان العباسية، واندس بعضهم وسط المتظاهرين وهاجموهم لتفريقهم وحوصر المتظاهرون بين قوات الجيش والأمن من ناحية، والمعتدين من جهة أخرى».
في هذه الأثناء، اندلعت مواجهات بين عمال في المنطقة الصناعية في الإسماعيلية والشرطة العسكرية، ما أدى الى إصابة 38 شخصاً بجروح. وحاول خمسة آلاف عامل من المنطقة الحرة في الإسماعيلية تنفيذ إضراب والخروج من بوابة المنطقة للاعتصام على طريق الاسماعيلية إلا أن الشرطة العسكرية تصدت لهم.
وقال شهود إن «الشرطة أطلقت النار بكثافة في الهواء في محاولة منها لتفريق العمال، ما دفع بالعمال الى رشقهم بالحجارة، ورد أفراد الشرطة العسكرية عليهم بالحجارة أيضاً». وبدأ العمال إضراباً قبل يومين للمطالبة بزيادة الحد الأدنى للأجور الى 1200 جنيه مصري (200 دولار تقريباً) وبعقود عمل على المدى الطويل، إضافةً الى خفض اليد العاملة الأجنبية.
(يو بي آي، أ ف ب)