حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، من خطورة الوضع في اليمن، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يهدد الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، بعد تعثر مساعي استئناف المفاوضات بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة، التي تطالب بتنفيذ المبادرة الخليجية، ونقل سلطات الرئيس علي عبد الله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. وشدد بن عمر، في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته لليمن في وقت متأخر أول من أمس، على ضرورة الحسم والسرعة في نقل السلطة في اليمن لخلق مناخ يساعد على تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في البلد. وبعدما أكد أنه ليس بإمكان طرف أجنبي أن يأتي بوصفة معينة لحل الأزمة، وبأن الحلول يجب أن تكون يمنية، شدد على أنه من خلال مشاوراته مع مختلف الأطياف اليمنية لمس «إجماعاً على عدد من المسائل، منها ضرورة الخروج من هذه الأزمة، وأن التغيير وارد لأن مطالب الشباب المتعلقة بالتغيير مشروعة، لكن لا يمكن أن يجري هذا إلا إذا حُسمت بعض القضايا العالقة». وأضاف«اليمن يعاني انهيار الدولة، وهناك مناطق باعتراف الدولة خارجة عن السيطرة، وهذا وضع خطير».
ورداً على ما جرى تداوله عن وجود اقتراح للأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن، قال بن عمر إن الأمم المتحدة لم تقدم أي مبادرة جديدة، وليس لها أيّ حلول جاهزة، كما أنه ليس لها مقترح محدد للخروج من هذا المأزق السياسي، مؤكداً أن الحل لا يجوز إلا أن يكون يمنياً.
بدوره، دافع الرئيس السابق لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، نصر طه مصطفى، عن موقف السعودية من اليمن، مشيراً إلى أن اتهام المحتجين اليمنيين السعودية بالتآمر على الثورة مجرد «مكيدة» وقع فيها المطالبون بتنحي صالح. وقال مصطفى، في حوار مع أسبوعية «الناس» المستقلة الصادرة أمس، «يؤسفني القول إن الشباب الثائر وقع ضحية مكيدة سياسية محكمة دفعته إلى اتهام السعودية بمعاداة التغيير في اليمن، واستفزازها وتفسير مواقفها على نحو خاطئ استفاد منه أطراف في السلطة، وأطراف آخرون في المعارضة». وأضاف «أبسط قراءة للموقف السعودي وتطوره على مدى العامين الماضيين، أي ما قبل الثورات العربية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انحياز السعودية وقيادتها إلى خيارات الشعب اليمني في التغيير».
في غضون ذلك، عادت الأنباء عن احتمال عودة صالح إلى اليمن قريباً. ونقلت قناة «العربية» عن عضو في الحزب الحاكم قوله إن صالح من المرجح أن يعود إلى بلاده قبل شهر رمضان، أي قبل الاثنين المقبل، وذلك بعد غياب امتد أكثر من شهر ونصف شهر بعد حادث الاغتيال الذي تعرض له في الثالث من حزيران الماضي.
في هذه الأثناء، أدت المعارك المتواصلة في الجنوب بين الجيش، تسانده مجموعات من رجال القبائل، وعناصر مسلحة يشتبه في انتمائها إلى تنظيم القاعدة، إلى مقتل 17 مسلحاً في محافظة أبين. وقال مصدر أمني إن مواجهات وقعت على مشارف وادي دوفس مدخل محافظة أبين بين قوات اللواء 119 مشاة واللواء 39، تكبد خلالها عناصر التنظيم الإرهابي 17 قتيلاً.
وعلى صعيد متصل، كشفت وزارة الداخلية اليمنية أن الانتحاري الذي استهدف رتلاً عسكرياً في عملية أدت إلى مقتل 9 جنود وجرح 25 آخرين في مدينة عدن قبل أيام، سعودي الجنسية، يدعى تركي الشهراني، المكنّى «البتار»، وهو خبير متفجرات وأحد عناصر تنظيم القاعدة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)