بعد مواقف مماثلة من كل من واشنطن وباريس وروما وبنغازي، حول القبول ببقاء الزعيم الليبي معمر القذافي في بلاده، انضمت لندن الى هذا الخيار أمس، مخرجاً وحيداً للأزمة الليبية بعد تعثر الثوار على الجبهات المواجهة لكتائب القذافي، وتراجع ضربات حلف شمالي الأطلسي التي باتت على ما يبدو عاجزة عن تأمين مسار الجبهات لدخول طرابلس. وعرض وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، على الزعيم الليبي أمس البقاء في بلاده مقابل تنحّيه عن السلطة، وقال هيغ، في تصريح أدلى به قبل المحادثات التي أجراها أول من أمس مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه حول سبل حل الوضع في ليبيا، إن لندن «كانت تفضّل أن يغادر القذافي ليبيا».
إلا أنه أضاف «مصير العقيد القذافي يقرّه الليبيون ولا يمكن بريطانيا وفرنسا أن تحددا مستقبل ليبيا، لكنهما متحدتان تماماً في نهجهما». موقف أتى في أعقاب اقتراحات بأن صبر باريس بدأ ينفد بنحو متزايد بسبب عدم نجاح الحملة العسكرية في ليبيا. وتابع الوزير البريطاني «ما سيحدث للقذافي في نهاية المطاف يقرّه الليبيون، لكن ما هو واضح تماماً هو أن القذافي يجب أن يتنحى عن السلطة مهما حدث، وأن لا يكون قادراً مرة أخرى على تهديد حياة المدنيين ولا زعزعة استقرار ليبيا بعد تنحّيه». وكان هيغ قد طالب القذافي من قبل بمغادرة ليبيا، وأعلن الشهر الماضي أن المد «يتحرك بسرعة ضده وهناك المزيد من الدول تشارك في اجتماعات مجموعة الاتصال حول ليبيا مقارنة بعددها في السابق.. فيما يتزايد الضغط على نظامه من كل الجهات، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».
أما رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، مصطفى عبد الجليل، فقد رأى في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد الماضي أن «القذافي يمكن ان يبقى في ليبيا لكن بشروط».
في هذه الأثناء، كثّفت قوات الحلف الأطلسي الغارات على العاصمة الليبية في الأيام الاخيرة، وبذلت جهوداً لضرب مقر العقيد القذافي خصوصاً، اضافة الى «مراكز القيادة العسكرية» لجيشه. لكن بعد خمسة أشهر من بداية حركة الانتفاضة، يبدو أنه لا يمكن إزاحة الزعيم الليبي، والمعسكران عالقان في وضع قائم غير ملائم.
وهذا ما أقر به رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، الأميرال مايكل مولن، في آخر مؤتمر صحافي قبل تقاعده. وقال «اننا عموماً في مأزق». لكنه لفت الى أن غارات الحلف الأطلسي «أضعفت إلى حد كبير» قوات القذافي وشكلت «ضغطاً اضافياً» على جيش النظام. وقال مولن إن قوات القذافي تأقلمت مع تكتيكات الأطلسي والمعارضة «وهذا ليس مفاجئاً»، لكنه قال إن دولاً كثيرة تعمل معاً في طريقة يؤمن أنها ستؤدي إلى تنحية العقيد القذافي عن السلطة، مضيفاً «على المدى الطويل أعتقد أنها استراتجية ستنجح».
في المقابل، كرر رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، القول إن تنحي القذافي عن السلطة «غير مطروح للنقاش»، وذلك في ختام لقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، الذي وصل إلى طرابلس أمس.
وفي سياق المحادثات من أجل حل الأزمة، التقى وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، في العاصمة التونسية، نظيره التونسي محمد المولدي الكافي.
ولدى خروجه من اللقاء الذي أُحيط بتكتم شديد، امتنع العبيدي عن الادلاء بأي تعليق ورفض السماح بتصويره.
وكان العبيدي، الذي لم تعلن زيارته، قد وصل السبت الى تونس آتياً من القاهرة على أن يغادر اليوم الى طرابلس، حسبما قال مصدر دبلوماسي. وقصد الوزير الليبي في حزيران الماضي مدينة جربة (جنوب تونس) «للتفاوض مع أطراف أجانب» حول مستقبل ليبيا، حسبما ذكرت آنذاك وكالة الانباء التونسية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



أعلن وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، أن بلاده سلمت الشحنة الأولى من الوقود الى الثوار في شرق ليبيا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن يلديز «لقد سلمنا وقوداً في اطار الاتفاق الموقع مع المجلس الوطني الانتقالي»، مؤكداً أن الثوار دفعوا ثمن الوقود. كذلك أعلنت وزارة الطوارئ الروسية توجه طائرة روسية إلى طرابلس وعلى متنها أكثر من 36 طناً من المساعدات الإنسانية.
وأوضحت الوزارة أن المساعدات تتضمن الحليب ومشتقاته بالإضافة إلى أطعمة الأطفال الرضع والسكر والأرز. وذلك بعد اسبوع من شحنة مماثلة وصلت الى بنغازي، بناءً على قرار الرئيس الروسي دميتري مدفيديف (الصورة)، تقديم مساعدات متساوية لسكان شرق ليبيا وسكان مناطق الغرب.
(يو بي آي، أ ف ب)