اقتحم دبلوماسيون يؤيدون المعارضة الليبية سفارة بلادهم في العاصمة البلغارية صوفيا أمس، فيما نفى القائد العام لأركان جيش التحرير الوطني التابع للثوار قي بنغازي، اللواء عبد الفتاح يونس، ما أشيع عن إصابته أو مقتله، مؤكداً أن معركة البريقة مصيرية وحاسمة، وستجري السيطرة عليها كاملة خلال ساعات. وقالت قناة «بي تي في» التلفزيونية البلغارية إن مجموعة من الدبلوماسيين الليبيين والعاملين في السفارة الليبية اقتحموا السفارة في صوفيا، وحطموا تماثيل وصور الزعيم الليبي، معمر القذافي، وأعلنوا أن السفارة أصبحت تحت سيطرة المعارضة. واستولت المجموعة بقيادة القنصل إبراهيم الفويرس على ختم السفارة والخزينة، وأنزلت علم النظام عن سطح المبنى، معلنة انضمامها إلى المعارضة. واحتجزت المجموعة، لساعات قليلة، القائم بالأعمال في السفارة وسكرتيره، اللذين رفضا التخلي عن القذافي.
وكانت وزارة الخارجية البلغارية قد عدّت الفويرس شخصية غير مرغوب فيها وطلبت منه مغادرة البلاد خلال 24 ساعة، رافضة ذكر أسباب هذه الخطوة، كما ذكر مصدر رسمي أن الفويرس قاد الهجوم على السفارة بعدما علم بأنه سيطرد، وأنه غير معترف به كممثل للمجلس الوطني الانتقالي، رغم اعتراف بلغاريا بالمجلس الانتقالي «ممثلاً للشعب الليبي» خلال زيارة قام بها وزير الخارجية البلغاري لبنغازي الشهر الماضي. وقال وزير الخارجية نيكولاي ملادينوف «أريد ان أقول إنه في ما يتعلق بما يحدث الآن فإن قرارنا لم يتغير... والى أن نعلم من الموجود في السفارة الليبية فإننا نعلق اتصالاتنا بالسفارة». في المقابل، أغلقت بلغاريا سفارتها مؤقتاً في طرابلس، ولم يعد يوجد دبلوماسيون من بلغاريا في ليبيا.
في هذا الوقت، نفى عبد الفتاح يونس شائعات تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية للمرة الثانية خلال أقل من 4 أيام، عن مقتله، كما نفى في حوار صحافي إصابته، وقال إنه ما زال يؤدي عمله في قيادة الثوار عسكرياً بمواجهة قوات القذافي. ورأى يونس، الذي كان وزيراً للداخلية في الحكومة الليبية قبل انشقاقه عنها، أن معركة السيطرة على مدينة البريقة النفطية الاستراتيجية هي معركة مصيرية بالنسبة إلى نظام القذافي، الذي يدافع عنها بكل قواته العسكرية لمنع سقوطها على نحو كامل بيد الثوار. وأكد أن «الثوار يسيطرون فعلياً على كافة مداخل البريقة ما عدا مدخلها الغربي»، مشيراً إلى أن «الأمور ستحسم خلال الساعات المقبلة».
ويعكف الثوار الليبيون في البريقة على إزالة الألغام لتأمين هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية، لكن قلة العتاد تعيق مهمتهم وتقدمهم.
وفي موقف مناقض للمعارضة، قال رئيس المجلس الوطني، مصطفى عبد الجليل، لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الزعيم الليبي وأفراد أسرته يمكن أن يبقوا في البلاد ما دام لزعماء المعارضة القدرة على تحديد مكان إقامتهم والظروف التي يقيمون في إطارها داخل البلاد.
وأكد عبد الجليل أن مقاتلي المعارضة سيواصلون هجومهم خلال شهر رمضان الذي يبدأ أوائل الشهر المقبل، متوقعاً أن الحرب ستنتهي بأحد ثلاثة تصورات إما أن يستسلم القذافي، وإما أن يفر من البلاد، وإما أن يقتله أحد حراسه أو قوات المعارضة أو يعتقلوه.
(يو بي آي، أ ف ب)