دخلت الصين بقوة على خط الأزمة الليبية، معلنةً مساندتها لخريطة الطريق الأفريقية، حيث أبلغ الرئيس الصيني هو جنتاو، نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما، أمس، أنّ بلاده ستستمر في التواصل والتنسيق مع الاتحاد الأفريقي بشأن المسألة الليبية. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن جنتاو اتصل بزوما وتناول الحديث العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك، وجرى التركيز على الأوضاع الراهنة في ليبيا. وقال الرئيسان إنهما راضيان عن تطور الروابط الثنائية، وعبّرا عن رغبتهما في العمل معاً لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وقال هو إن الوضع في ليبيا أصبح مركز اهتمام المجتمع الدولي، والأزمة الإنسانية هناك باتت مصدراً للقلق. وشدد الرئيس الصيني على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها، مضيفاً إن الشعب الليبي هو الذي يقرر مستقبل بلاده، داعياً المجتمع الدولي إلى احترام خيار الليبيين.
وأشار إلى أن الصين تأمل أن تعتمد ليبيا موقفاً أكثر ليونة وبراغماتية، وأن تفكر بجدية في خطة السلام التي اقترحها الاتحاد الأفريقي والأطراف الأخرى، وفي المصالح الأساسية للبلاد والشعب وضمان السلام الإقليمي والاستقرار باعتبارهما أولوية. وقال هو إن على المجتمع الدولي أداء دور بنّاء وأكثر نشاطاً في هذه المسألة، مؤكداً تقدير الصين لدور جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي في الترويج للحل السياسي. وأعرب الرئيس الصيني عن رغبة بلاده في البقاء على تواصل وتنسيق وثيق مع الاتحاد الأفريقي وجنوب أفريقيا بشأن المسألة الليبية.
من جهته، أبلغ زوما نظيره الصيني الجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الليبية سلمياً. وقال إن الاتحاد الأفريقي عرض خريطة طريق للحل السياسي وبقي على اتصال بطرفي الأزمة الليبية وغيرهما من الأطراف المعنية، وإن الاتحاد سيستمر في التواصل والتنسيق مع الصين والأطراف المعنية لحل المسألة بطريقة سلمية.
وكان الرئيس الجنوب أفريقي قد زار ليبيا ضمن بعثة للاتحاد الأفريقي في شهر نيسان الماضي، التي التقت القذافي وتوجهت بعدها إلى بنغازي، غير أن المعارضين في المنطقة الشرقية رفضوا مبادرة الاتحاد الأفريقي في وقتها بحجة عدم نصها على تنحي القذافي.
يذكر أن المبادرة الأفريقية شملت العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وتعاون السلطات الليبية لتيسير نقل المساعدات الإنسانية، وحماية الرعايا الأجانب، وبدء محادثات تشارك فيها كافة الأطياف الليبية المختلفة، بما في ذلك المعارضة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني سيلتقي اليوم نائب رئيس المجلس الليبي الانتقالي، علي العيساوي، ويتباحثان في الأوضاع الراهنة في ليبيا. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن بيان للوزارة أن مؤتمراً صحافياً مشتركاً سيعقد بعد الاجتماع.
وكان لقاء قد جمع فراتّيني والعيساوي في روما يوم الرابع من نيسان الماضي، حيث أعلن الأول فيه قرار بلاده «الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره المحاور الوحيد الذي يتمتع بالمشروعية في ليبيا، وذلك في ما يرتبط بالعلاقات الثنائية».
(يو بي آي)