أعلنت مصادر عسكرية وطبية يمنية، أمس، مقتل القيادي العسكري المحلي في تنظيم القاعدة، عايض الشبواني، خلال معارك مع الجيش في جنوب البلاد أدت أيضاً إلى مقتل عشرة جنود. وقالت المصادر نفسها إن الشبواني، القيادي في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، قتل خلال معارك أول من أمس مع الجيش بالقرب من زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، تواصلت حتى الأربعاء. وتمكن الجيش اليمني إثر هذه المواجهات من التقدم باتجاه زنجبار، بحسب المصدر العسكري نفسه. في هذا الإطار، أفاد مصدر عسكري، من اللواء «25 ميكانيكي» الموجود في زنجبار، بأن اللواء الذي كان محاصراً لأسابيع يخوض مواجهات مسلحة مع عناصر القاعدة وسط مدينة زنجبار، بعدما تمكن من فك الحصار بعد قصف مدفعي أدى إلى مقتل العشرات من عناصر القاعدة الذين كانوا يحاصرونه من ثلاث جهات.
وقال المصدر: «تمكنّا بقوتنا من فك الحصار وقتل عدد كبير من الإرهابيين الذين كانوا يحاصروننا منذ أواخر شهر أيار الماضي». وأشار إلى أن «بعض الجنود تمكنوا من الخروج من اللواء وخوض مواجهات مباشرة مع القاعدة في منطقة باجدار، والمراقد، وجوار ملعب الوحدة، وحصن شداد، وجميعها مناطق كان يتحصن فيها التنظيم ويشن عدة هجمات منها على اللواء»، مضيفاً: «اليوم نحن نهاجم القاعدة خلافاً لما كان عليه الوضع قبل أسبوع».
في هذا السياق، أقرّت صنعاء أمس للمرة الأولى بمشاركة لوجستية أميركية في دعم القوات اليمنية التي تقاتل القاعدة في جنوب اليمن، فيما أكدت مصادر محلية أن سفناً وزوارق أجنبية، قد تكون أميركية، تنتشر قبالة سواحل مدينة زنجبار. وقال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال عن الدور الأميركي، إن الأميركيين «ساعدوا قوات الجيش بإدخال المؤن الغذائية إليهم عندما كان عناصر القاعدة يحاصرونهم» في المدينة. وأشار كذلك إلى أن «القوات الأميركية تساعد اليمن مادياً في محاربة القاعدة».
في غضون ذلك، ذكرت، أمس، صحيفة «فرانكفورتر الغماين تسايتونغ» الألمانية أن برلين حاولت إقناع الرئيس اليمني بالتنحي عن الحكم. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أوفد إلى الرياض مساعده للأوضاع المتأزمة، حاملاً الرسالة الآتية للرئيس صالح: «الاقتراح الذي طرحته وساطة مجلس التعاون الخليجي هو الطريقة الوحيدة التي تمنع تحول الوضع إلى مواجهات مسلحة» في رأي برلين. ولم تحدد الصحيفة التاريخ الذي عقد خلاله اللقاء. وتقول مصادر يمنية متطابقة أوردتها الصحيفة، إن الرئيس لا يعارض توقيع الاتفاق الانتقالي، لكن عائلته تمنعه من ذلك. وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤولون غربيون للرئيس صالح لحمله على الاستقالة. ففي 10 تموز، زار مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان، المستشفى العسكري في الرياض، حاملاً رسالة مماثلة.
في إطار آخر، قتل أمس متظاهر وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح في تعز (جنوب اليمن) برصاص الحرس الجمهوري، حسبما أفادت مصادر طبية. وذكر منظمو التظاهرة أن الحرس الجمهوري فتح النار على آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في وسط المدينة للمطالبة بـ«إسقاط بقايا النظام» ولدعم إنشاء مجلس انتقالي.
إلى ذلك، بحث، أمس، وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر المصري، مع نائب السفير البريطاني بصنعاء، فيونا جيب، تعاون البلدين بشأن مكافحة الإرهاب بعد يوم واحد على مقتل خبير بريطاني في مدينة عدن. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية، سبأ، إلى الدبلوماسية البريطانية قولها: «إننا نؤكد النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية في مكافحة الإرهاب والعناصر الإرهابيين خلال الفترة الأخيرة»، مؤكدة مواصلة دعم حكومة بلادها لليمن بهذا المجال.
(أ ف ب، يو بي آي)