رغم انطلاق الحوار الوطني، بات الوضع في البحرين غير مطمئن وقابلاً للتصعيد، مع انسحاب أكبر جمعية معارضة من مجرياته وتواصل المسيرات والمهرجانات الاحتجاجيةأعرب القيمون على الحوار الوطني في البحرين، أمس، عن الأسف لانسحاب جمعية «الوفاق» الوطني الاسلامية المعارضة، التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في المملكة، من الجلسات، لكنهم أكّدوا أن الحوار مستمر. وقال المتحدث باسم حوار التوافق الوطني، عيسى عبد الرحمن، في بيان «نأسف لكل قرار بالانسحاب يتخذه أي مشارك»، موضحاً أن «هذه العملية تؤمن منصة هامة للمشاركين من أجل إبراز وجهات نظرهم ومصالح الأشخاص الذين يمثلونهم». وأضاف أن «الباب سيظل مفتوحاً للذين قرروا أن يستثنوا أنفسهم من هذه العملية»، مؤكداً أن الحوار «سيستمر بغض النظر عن قرار أي مشارك بالمغادرة».
وكانت «الوفاق» قد أعلنت قرارها الانسحاب من الحوار الوطني الذي يهدف الى اطلاق عملية الاصلاحات السياسية مجدّداً ورأته غير جدي. وقال رئيس وفد الحركة الى الحوار خليل المرزوق إن «الأمانة العامة في الوفاق وافقت على اقتراح الفريق المفاوض بالانسحاب من الحوار وسترفع القرار الى الشورى الذي سيتخذ القرار».
من جهة ثانية، التقت صحيفة «اندبندنت» البريطانية مع الشاعرة البحرينية الشابة آيات قرمزي، التي أُفرج عنها قبل أيام، بعد اعتقالها نتيجة القاء قصيدة في دوار اللؤلؤة خلال الانتفاضة هجت فيها الملك حمد ورئيس الوزراء خليفة.
واتهمت آيات في حديثها للصحيفة مسؤولة أمنية من عائلة آل خليفة بتعذيبها. وقالت إنها «رأت امرأة في الأربعين من العمر بملابس مدنية تضربها على رأسها بهراوة رغم محاولات المحققين عصب عينيها، وعلمت لاحقاً من حراس السجن أن المرأة تنتمي إلى عائلة آل خليفة وتشغل منصباً رفيعاً في جهاز الأمن البحريني». وأضافت أن حراس السجن «أخذوها مرات عديدة إلى مكتب المرأة حيث تعرضت للضرب، وأبلغتها الأخيرة بأن آل خليفة لن يغادروا البحرين لأنها بلدهم، وعليها أن تكون فخورة بهم».
وأكدت الشاعرة البحرينية الشابة، التي اعتقلت من منزل والديها في 30 آذار، أنها «تعرضت للضرب في جميع أنحاء وجهها بالكابلات الكهربائية وعلى رأسها وجسمها حتى فقدت الوعي، ووضعت في زنزانة صغيرة شديدة البرودة، وأُجبرت على تنظيف المراحيض بيديها، وكان معظم الحراس في السجن يمنيين وأردنيين». وذكرت أن المحققين في السجن «اتهموها بالولاء لإيران، لكنها أبلغتهم أن لا علاقة تربطها بإيران وهي بحرينية وحاولت فقط التعبير بشعرها عما يريده الشعب».
(أ ف ب، يو بي آي)