القلق الإسرائيلي من قطاع غزة تضاعف في الفترة الأخيرة مع عودة إطلاق الصواريخ من القطاع إلى الأراضي المحتلة في عام 1948. ورغم التأكيد أن العمليات الأخيرة غير مرتبطة مباشرة بحركة «حماس»، إلا أن الحديث عن ترسانة الحركة الإسلامية عاد للظهور في الإعلام الإسرائيلي، مع تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» يشير إلى وصول أعداد الصواريخ في القطاع إلى أكثر من 10 آلاف. وادعى تقرير «يديعوت» أحرونوت» أن زيادة أعداد الصواريخ في قطاع غزة والمواد المتفجرة تأتي في أعقاب الثورة المصرية، وما سمته فقدان السيطرة على سيناء. وكتبت أنه «بعد 7 أشهر منذ اندلاع الانتفاضات في العالم العربي، لم تنته الموجة بعد، ولا يمكن تقدير نتائجها وكيف ستؤثر في المدى البعيد على الوضع الاستراتيجي والسياسي والأمني لإسرائيل». وأضافت أن «الرابح الأساسي والفوري من الربيع العربي هما حركتا حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة». وتابعت تقول إن التظاهرات في مصر وخلع الرئيس المصري وعناصر نظامه من الحكم قد أديا إلى أن حركة الإخوان المسلمين تحولت من حركة سرية إلى سياسية مهمة ومؤثرة، قبل صياغة الدستور الجديد وقبل الانتخابات، حيث تفرض الحركة إرادتها على المجلس العسكري، وبتأثيرها أوقفت السلطات المصرية بناء الجدار الحديدي (تحت الأرض) الذي بدأ بناؤه بمساعدة أميركية لسد الأنفاق التي تصل إلى قطاع غزة، والسلطات المصرية لا تحاول اليوم منع حفر أنفاق جديدة من رفح إلى قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «مع انشغال قوات الأمن المصرية بالأمور الداخلية، فقدت السيطرة على سيناء، بحيث إن نحو 300 ألف عربي من بدو سيناء الذين ينتمون إلى 5 عشائر هم المسيطرون الحقيقيون عليها». وتابعت تقول: «إن هذه العشائر تعتمد في معيشتها على عمليات التهريب، وبضمنها التهريب إلى قطاع غزة خصوصاً، واستُغلّ الفراغ الأمني الذي نشأ في سيناء بعد الثورة». ورأت أنه «في أعقاب هذه التطورات، وصلت كميات كبيرة من شحنات السلاح والوسائل القتالية إلى قطاع غزة في الأشهر الأخيرة من طريق الأنفاق»، وأدعت كذلك أن الأسلحة الإيرانية التي أُخفيت في سيناء في سنوات سابقة، بانتظار التوقيت المناسب لنقلها إلى القطاع، قد تدفقت في الأشهر الخمسة الأخيرة إلى غزة، كذلك فإن الشحنات الجديدة وجدت طريقها إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي مباشرة من دون الحاجة إلى إخفائها والانتظار.
وأضاف تقرير الصحيفة أنه بالنتيجة، فقد ضاعفت التنظيمات الفلسطينية من كميات الصواريخ الموجودة لديها. ونسب إلى «مصادر موثوقة» أن عددها قد وصل إلى أكثر من 10 آلاف صاروخ من مختلف الأنواع، بالمقارنة مع 5 آلاف صاروخ كانت متوافرة في العام الماضي. وأشار التقرير إلى أنه من الناحية الرقمية، فإن عدد الصواريخ الموجودة اليوم في قطاع غزة مماثل لعدد الصواريخ التي كانت لدى حزب الله خلال «حرب لبنان الثانية» في تموز 2006.
وتابعت الصحيفة تقول إن معظم الصواريخ الموجودة لدى حماس وحلفائها هي قصيرة المدى وذات رأس متفجر صغير نسبياً، إلا أنّ لدى حماس والجهاد بضعة آلاف من صواريخ «غراد»، ذات مدى يصل إلى 22 كيلومتراً، وأخرى تصل إلى 40 كيلومتراً، إضافة إلى صواريخ معدودة من طراز «فجر»، التي يصل مداها إلى 65 كيلومتراً. وأشار إلى أنه إلى جانب الصواريخ والمواد المتفجرة، أُدخلت كميات كبيرة من الأسلحة المضادة للطائرات، وخصوصاً صواريخ الكتف من نماذج مختلفة، ومدافع خفيفة أيضاً.
وبالنسبة إلى حزب الله، كتبت «يديعوت» أنه «نقل كميات كبيرة من الصواريخ من مخازنه في سوريا إلى قواعده في لبنان وضاعف من قوته، من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الصواريخ هي لحزب الله، لكنها خُزِّنت في سوريا لأن سلاح الطيران الإسرائيلي سيتردد في قصفها خشية التورط في حرب مع سوريا».
ويدعي تقرير الصحيفة الإسرائيلىة أنه «بعد الانتفاضة السورية، قرر حزب الله بالتشاور مع النظام السوري نقل الصواريخ إلى لبنان، إضافة إلى أنه نُهب مخزنان للسلاح، تابعان للجيش السوري؛ لأن حزب الله خشي من سقوط النظام السوري وأن يمنعه النظام الجديد من استخدام مخازن السلاح». وبينما يستغرب التقرير من أن إسرائيل لم تفعل شيئاً لمنع نقل هذه الصواريخ إلى حزب الله، رجح أن السبب المحتمل هو «الحفاظ على ضبط النفس حتى لا تتوافر فرصة للنظام السوري لشن هجوم على إسرائيل، فضلاً عن أن نقل الصواريخ إلى لبنان يجعلها أكثر عرضة لقصف سلاح الطيران الإسرائيلي».
(الأخبار)