ظهرت بوادر تصعيد عسكري في قطاع غزّة، أمس، بعدما أعلنت جماعة سلفية مسؤوليتها عن إطلاق عدة صواريخ أمس وأول من أمس على تجمعات في جنوب فلسطين المحتلة، فيما اغتالت قوّات الاحتلال فلسطينياً في الضفة الغربية. وقالت جماعة «التوحيد والجهاد»، في بيان نشرته على موقع إلكتروني للجماعات المتشددة، إنها أطلقت أمس صاروخاً تجاه مدينة العين الثالثة المحاذية لجنوب قطاع غزة. كذلك تبنت الجماعة إطلاق صاروخين على مدينة عسقلان الليلة قبل الماضية. ونشرت الجماعة شريط فيديو يظهر فيه مقاتلوها وهم يطلقون الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية بذات الطريقة التي دأب فيها تنظيم «القاعدة» على إصدار شرائط مصورة لهجماته في أفغانستان والعراق.
وفي تعليق على إطلاق الصواريخ، أكد الوزير الليكودي عوزي لانداو ضرورة تغيير الاستراتيجية الاسرائيلية حيال قطاع غزة تغييراً جذرياً، والتوضيح لقادة «حماس» أنهم سيدفعون الثمن شخصياً لقاء استئناف القصف الصاروخي لاسرائيل.
في هذا الوقت، قال مسعف فلسطيني وسكان في مخيم الفارعة خارج نابلس إن قوات الأمن الاسرائيلية قتلت بالرصاص فلسطينياً في الضفة الغربية خلال عملية في المخيم. وقال المسعف إن إبراهيم سرحان (22 عاماً) أطلق عليه الرصاص مرتين كل مرة في إحدى الفخذين، وعند وصوله إلى المستشفى كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن مجموعة من الفلسطينيين ألقت عبوة ناسفة على جنود كانوا يقومون بحراسة روتينية في المنطقة. وأضافت المتحدثة أن أحد الفلسطينيين فر محاولاً تجنب اعتقاله وأطلق الجنود النار على الجزء الأسفل من جسمه.
وقال السكان في مخيم الفارعة للاجئين إلى الشمال الشرقي من نابلس إن الجنود دخلوا المخيم في الصباح الباكر في محاولة للقيام باعتقالات. وأوضح اسماعيل سرحان، عم الشهيد، أن ابن أخيه كان في طريقه إلى صلاة الفجر عندما اطلق عليه الرصاص. وأدان رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، اغتيال سرحان. وحذر من العواقب الوخيمة جراء استمرار الاجتياحات العسكرية وإطلاق النار على المواطنين، وجدد دعوته للمجتمع الدولي من أجل تحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف هذه الممارسات، و«منع تدهور الأوضاع الأمنية جراء هذه السياسة التي لا يمكن أن تؤدي في حال استمرارها إلا إلى مخاطر الانزلاق نحو دوامة العنف وتقويض حالة الاستقرار التي تم تحقيقها بفعل الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطة الوطنية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)