اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، أمس، مع ممثلي المعارضة، بعد يومين من المباحثات خصّصهما للقاء ممثلي السلطة اليمنية، في محاولة منه للدفع باتجاه عملية نقل السلطة في اليمن، وضمان تركيز القوات الأمنية جهودها على ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة»، بعد تصاعد الأوضاع الأمنية في جنوب البلاد، واشتداد المعارك مع عناصر مسلحة يشتبه في انتمائها لتنظيم «القاعدة».
وأوضح بيان للسفارة الأميركية أن برينان أكد موقف الولايات المتحدة على ضرورة التنفيذ العاجل لنقل السلطة الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني، فيما كشف مصدر في المعارضة حضر اللقاء لـ «الأخبار» أن الزائر الأميركي أكد لـ«اللقاء المشترك» أن الولايات المتحدة مستمرة في ممارسة الضغوط على الرئيس اليمني، علي عبد الله، لكن الأخير لا يزال متشبّثاً بالسلطة.
وأكد بيرنان وفقاً للمصدر أن صالح متمسك بالانتخابات كوسيلة للتغيير، ويصر على ضرورة عودته إلى اليمن، في إشارة واضحة إلى استمرار رفضه تطبيق المبادرة الخليجية، التي تقضي بتنحّيه عن السلطة وتثبيت فترة انتقالية من 6 أشهر، يتبعها إجراء انتخابات رئاسية جديدة. كذلك تمنى أن يجري التغيير في اليمن خلال أسابيع، وذلك بعدما أكد خلال اللقاء الذي امتد قرابة ساعتين على مخاطر الانقسام في اليمن، وتأثيراته في الوضع الأمني. ومن بين الرسائل التي أوصلها برينان إلى المعارضة، تأكيده وجود رفض أميركي مطلق لاستخدام المعونات الأميركية المخصصة لمكافحة الإرهاب ضد الشعب اليمني، فيما حرص على توضيح أن لقاءه نجل الرئيس (أحمد)، أول من أمس، كان يهدف بالدرجة الأولى إلى شكره لعدم الانتقام من محاولة الاغتيال التي تعرض لها والده الشهر الماضي.
في غضون ذلك، سجل تطور لافت أمس تمثل في عودة الاشتباكات إلى محافظة الجوف بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض في محاولة للسيطرة على المحافظة القريبة من الحدود السعودية، التي لم تعد ضمن سيطرة السلطات اليمنية.
وقال مصدر أمني يمني إن «المواجهات التي اندلعت بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح المعارض خلّفت حتى اليوم الثلاثاء 30 قتيلاً من الجانبين، إضافةً إلى عشرات الجرحى بينهم أطفال، ونساء وشيوخ»، وذلك بعد انهيار هدنة بين الجانبين، كانت قد رعتها أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك».
وحمل مصدر يمني في حديث لـ«الأخبار» الإصلاح مسؤولية التسبب بالمواجهات بعدما اتهمه بأنه استولى على مركز المحافظة قبل مدة وطرد الموظفين منه، كما استولى على معسكر «اللواء الإسرائيلي» ونهب أسلحته، فيما يسعى الحوثيون إلى اعادة الموظفين إلى مراكز عملهم، والبحث عن الشراكة لإدارة أمور المحافظة، بعدما استغل الإصلاح انسحاب ممثلي السلطة اليمنية للسيطرة على المحافظة القريبة من الحدود السعودية، و«اقتناص شرعية الدولة».
في هذه الأثناء، أبدت منظمة حقوقية يمنية قلقها البالغ جراء استمرار التعتيم الرسمي لأكثر من شهر على مسار التحقيقات المتصلة بمحاولة اغتيال صالح وكافة قادة الصف الأول في الدولة. ورأى «منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان» أن جريمة محاولة الاغتيال لا تنتمي بأي شكل من الأشكال إلى الروح المدنية والسلمية التي طبعت الاحتجاجات في اليمن، مطالباً «بعدم توظيف الجريمة بأي شكل انتقامي ضد أي طرف في البلد، والكشف عن كافة تطورات مراحل التحقيقات الأمنيه، واعتماد الشفافية الكاملة في مكاشفة الجمهور لما لها من أهمية قصوى، ومنعاً لتوظيف أي شائعات متصلة بها في ارتكاب المزيد من العنف على المستوى الوطني».
إلى ذلك، أعلنت نقابة الطيارين والمهندسين اليمنيين التابعين لشركة الخطوط الجوية اليمنية عزمها على تنفيذ إضراب شامل غداً بسبب عدم حصول الطيارين على مستحقاتهم منذ شهرين