بيت لحم | نجحت سلطات الاحتلال بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين، أمس، في تعليق طائرات أوروبية تحمل ناشطين، واحتجاز بعض ممن تمكن من الوصول إلى مطار اللد، لكن ذلك لم يحل دون تمكن أكثر من 100 ناشط من اختراق جدران حصار الاحتلال، من أصل أكثر من 650 ناشطاً كان يتوقع وصولهم أمس، والمشاركة في تظاهرة ضدّ جدار الفصل العنصري في بلعين. هذا ما أكّده العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الديموقراطي، جمال زحالقة، قائلاً إنه «استطاع مئة من المتضامنين الأجانب الآتين من بلجيكا وفرنسا الدخول أمس والمشاركة في تظاهرات بلعين الجمعة» ضد جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية.
وتوقع زحالقة «أن يدخل نحو مئة آخرين المطار اليوم (أمس) ممن لا تعرف إسرائيل عنهم شيئاً»، موضحاً أنهم «سيشاركون في تظاهرات تضامنية في بيت لحم في الضفة الغربية، وفي نشاطات قرية العراقيب في النقب التي تنوي إسرائيل مصادرة نحو 12 ألف دونم من أراضيها».
وشدّد على أنّ «هناك تواطؤاً أوروبياً مع الاستخبارات الإسرائيلية، وذلك بمنع صعود المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الطائرات»، مضيفاً: «هذا عار على أوروبا».
من جهتها، أعلنت إسرائيل رسمياً أنها نجحت في منع 200 ناشط على الأقل من ركوب طائراتهم المتوجهة إلى إسرائيل من عدّة دول أوروبية. فيما استجوبت الشرطة الإسرائيلية في مطار «بن غوريون» العشرات من ركّاب طائرتين آتيتين من جنيف وروما بحجة الاشتباه في وجود متضامنين مع الفلسطينيين بينهم. وأعلنت المتحدثة باسم هيئة الهجرة سابين حداد، أن إسرائيل سلّمت «شركات الطيران قائمة من 342 اسماً لأشخاص غير مرغوب فيهم»، محذرة إياها من أنهم «سيُعادون على الفور على حساب الشركات المعنية».
وبالنسبة إلى ما جرى في مطارات أوروبا، علمت «الأخبار» أنه جرى تعليق الطائرات الفرنسية، واعتصم نحو 100 ناشط أجنبي يساري لساعات في مطار «شارل ديغول» بسبب عدم السماح لهم بركوب طائرة للخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا»، كان مقرراً لها التوجه إلى إسرائيل، وخاصة أن أمتعتهم حُملت إلى الطائرة. كذلك علقت الطائرات السويسرية رحلاتها إلى تل أبيب بسبب التحذيرات الإسرائيلية. وواصلت الشرطة الإسرائيلية انتشار قواتها بكثافة في المطار، وكذلك في محيط الحرم القدسي الشريف وفي أماكن الاحتكاك الأخرى، خشية قيام نشطاء مناصرين بالتظاهر، بحسب المصادر العبرية.
من جهة ثانية، أدان منظمو حملة «أهلاً وسهلاً في فلسطين» الجهود الإسرائيلية الاستباقية لعرقلة الحملة، بوصفها «أسطولاً جوياً» ومنع المشاركين من دخول فلسطين المحتلة. وأكدوا أنّ الحملة هي جهد جماعي لأكثر من 40 مؤسسة غير حكومية في فلسطين، لنشطاء من فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، السويد، ألمانيا، الولايات المتحدة واليابان، لزيارة فلسطين ورؤية واقع الحياة تحت الاحتلال في الضفة الغربية.
واتهم المنظمون الحكومة الإسرائيلية بإطلاق حملة دعائية كاذبة في العالم، وتقديم بيانات كاذبة عن المشاركين في وسائل الإعلام العالمية، والطلب من شركات الطيران منع هؤلاء النشطاء وفرض غرامات عليهم وعلى الشركات التي تحملهم؛ لأن أسماءهم تأتي ضمن ما سمته إسرائيل «القائمة السوداء» التي أُنشئت في نقطة الانطلاق، وهو الأمر الذي عدّه المنظمون استفزازاً وابتزازاً وعملاً غير قانوني من الحكومة العبرية.
وكان المنظمون قد أعلنوا خلال مؤتمر صحافي في مركز السلام ببيت لحم أنّ الطائرة الألمانية وصلت فعلاً إلى مطار «اللد» الدولي في تل أبيب، ولم تكن ناقصة سوى راكب واحد من النشطاء الذين قرروا الوصول والمشاركة في الفعالية. المعلومات التي وصلت عن الطائرة كانت متقطعة تماماً؛ إذ إن سلطات الاحتلال عمدت إلى قطع الاتصالات والإنترنت عنهم في المطار، بل عزلتهم، ما جعل الوصول إليهم ومعرفة ما يجري في المطار أمراً بالغ الصعوبة.
وناشد المنظمون الصحفيين التوجه إلى المطار وكتابة حقيقة ما يجري هناك، وعدم الرضوخ للحملة الإعلامية الإسرائيلية المضللة والمغلوطة.
ووصف سامي عوض، مدير مؤسسة هولي لاند ترست، إحدى المؤسسات المشاركة، ما يجري لـ«الأخبار» بأنه جزء من إجراءات التفرقة العنصرية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وكل من يتضامن معه.
من جهته، أكد مصطفى البرغوثي في حديث لـ«الأخبار» أن إسرائيل مصابة بحالة هستيريا، فقد حولت المطار إلى ثكنة عسكرية، ما لم يجعلها تسبب لنفسها حرجاً دولياً فقط، بل فشلت فشلاً ذريعاً في هذه الإجراءات. وقال إن «إسرائيل وإجراءاتها لن تستطيع أن تمنع المتضامنين من الوصول إلى فلسطين، حتى وإن لم يحدث هذا الأمر اليوم، بل خلال الأيام المقبلة؛ لأنهم سيواصلون المحاولة والدخول إلى فلسطين».
في المقابل، نظم الفلسطينيون وقفة تضامنية ضد تعامل الاحتلال مع المتضامنين الدوليين على دوار المنارة وسط رام الله. فيما دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لحملة المقاطعة إلى «مقاطعة عسكرية واسعة» لإسرائيل بالاستناد إلى دعم حائزي جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو وميريد ماغواير.