أمام الحصار اليوناني على «أسطول الحرية 2»، اختارت كل من السفن المشاركة سبيلاً للاحتجاج وكسر هذا الحصار. الإسبانيون واصلوا احتلالهم لسفارة بلادهم وطلبوا من حكومتهم الضغط على أثينا. الكنديون أمضوا يومهم أمس في متابعة التحقيق مع ثلاثة زملاء لهم، قرّرت القاضية اليونانية الإفراج عنهم. الفرنسيون يسيرون ببطء وحيدين نحو غزّة لكسر الحصار الاسرائيلي، بعدما فشلت السفن الأخرى في الإفلات من قبضة خفر السواحل اليونانية. أما الأميركيون، فيستعدون اليوم للاعتصام أمام السفارة الأميركية، التي لم تكترث لهم حتى اللحظة. في هذه الأثناء، انشغلت القوات الاسرائيلية بالتصدّي لقافلة كسر الحصار الجوي، فجلبت تعزيزات عسكرية الى مطار بن غورويون، واعتقلت ناشطين أجانب.
وأكّدت الكولونيل المتقاعدة في الجيش الأميركي، آن رايت، لـ«الأخبار»، أن الناشطين على متن السفينة الإسبانية لا يزالون يسيطرون على مبنى السفارة الإسبانية، ويضغطون على حكومة بلادهم كي تضغط بدورها على أثينا لتُفرج عن السفن، وتسمح لها بالتوجه الى غزّة.
وقالت إن الناشطين الأميركيين على متن «أوداسيتي أوف هوب» يعتزمون اليوم التوجه الى السفارة الأميركية وتقديم شكوى رسمية ضدّ الحكومة اليونانية لرفضها الإفراج عن السفن والسماح لها بحرية الإبحار. ولفتت الى أنها لا تأمل خيراً من حكومة بلادها، فقبطان السفينة الأميركية بقي محتجزاً لمدّة 4 أيام، ولم تبد السفارة رد فعل حتى اليوم الثالث من التحقيق.
وشدّدت رايت على أنّهم سلميّون، ولن يقاوموا أي اعتداء عليهم، وفي حال وصولهم الى غزّة فإنّ السلطات الاسرائيلية ستعتبر حتى الدفاع عن النفس هجوماً، لذلك هم سيجلسون في أماكنهم ولن يفعلوا أي شيء، وهم يعتمدون بذلك سياسة «عدم الردّ».
وعن السفينة الفرنسية «الكرامة»، قالت إنها لا تزال في المياه الدولية تنتظر سفينة أخرى كي تنضمّ إليها وتُفلت من الحصار اليوناني. لكن المتحدث باسم حملة السفن الفرنسية من أجل غزّة توماس سومر أودفيل قال «إنهم بحال جيدة»، وإن السفينة بدأت تتحرك ببطء باتجاه غزة بعدما انتظرت ساعات عدة في المياه الدولية لترى ما إذا كان النشطاء اليونانيون والنروجيون والسويديون على متن السفينة «جوليانو» سيتمكنون من الإبحار. وأضاف «إنهم يتوجهون الآن ببطء الى غزة حتى يتسنى لأي من السفن الأخرى اللحاق بهم» قبل الوصول الى القطاع. وتحرّكت سفينة «جوليانو» السويدية من مرسى بيراما بالقرب من أثينا، وعندها توالت أنباء على «تويتر» عن لحاقها بـ«الكرامة»، لكنها عادت ورست في مرفأ باليا فوكيا بموافقة شرطة المرفأ. وقالت النائبة في البرلمان السويدي ماري نوردن التي كانت ستنضم الى السفينة «جوليانو» مع خمسة ركاب آخرين، إنها قررت العودة الى السويد لأنها لا تريد أن تخوض مواجهة مع شرطة الموانئ اليونانية.
أما الكنديون، فأمضوا نهارهم أمس في متابعة جلسات تحقيق مع ثلاثة من زملائهم، الكنديين سارة راش (مسؤولة سفينة «التحرير») وسهى نين والأوسترالي مايكل كولمن. وسمحت لهم السلطات اليونانية بإمضاء ليلتهم في الفندق، لا في المخفر. وقال الأستاذ الجامعي دايفيد هيب لـ «الأخبار» إن القاضي قرّر حبسهم لمدّة 30 يوماً مع وقف التنفيذ، وتغريم كل منهم 80 يورو، وأنه أُطلق سراحهم عصراً. وأضاف إن ما يتعرّضون له هو «لنصرة غزّة وشعبها».
من جهة ثانية، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» أنّ السلطات الإسرائيلية طردت خلال اليومين الماضيين 5 أوروبيين من فرنسا وبلجيكا وصلوا جواً للاحتجاج على محاصرة غزة. فيما بدأت الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود بالانتشار في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب في إطار الاستعدادات لمنع دخول نشطاء قافلة كسر الحصار الجوي.
كذلك وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لوزير الأمن الداخلي وقيادة الشرطة بالتعامل بشدة مع النشطاء الأوروبيين. وطالبت وزارة النقل الإسرائيلية العديد من شركات الطيران الأجنبية بمنع نقل النشطاء، وزودت هذه الشركات بمعلومات عن هويتهم.
وهنا تسري توقعات إسرائيلية بأن يكون بين النشطاء فلسطينيون «سيحاولون تنفيذ حق العودة». ويعتزم مئات النشطاء الأوروبيين الوصول إلى الأراضي المحتلة غداً والأسبوع المقبل للمشاركة في احتجاجات داخل المطار أو في الضفة الغربية ضدّ حصار غزة.