جدّد قائد الفرقة المدرعة الأولى في اليمن، علي محسن صالح الأحمر، رفضه أي مقترح من شأنه أن يسمح للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالبقاء في السلطة حتى الاتفاق على رئيس جديد. وأكد الأحمر، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أن «عامة الشعب في اليمن تطالب بنقل السلطة إلى نائب الرئيس»، عبد ربه منصور هادي، وأن الشعب اليمني يريد التنفيذ الكامل لمبادرة «دول مجلس التعاون الخليجي»، التي تنص على تنحّي صالح، وإجراء انتخابات لتأليف حكومة جديدة.
ودعا الأحمر إلى الضغط على الرئيس اليمني، الذي يعالَج في السعودية، للتنحي، بالتزامن مع كشف عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى منصور أبو اصبع، أن السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هددوا بعدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي، الذي تنوي المعارضة التوصل إليه من أجل إخراج اليمن ممّا تسمّيه الفراغ الدستوري. موقف آخر محذّر من مغبة تشكيل المجلس الانتقالي عبّر عنه أمس رجل الدين اليمني البارز، عبد المجيد الزنداني بقوله إن «دولة المجلس الانتقالي لن تكون لها شرعية خارجية إلّا إذا اعترف بها المجتمع العربي والدولي»، داعياً إلى أن «إجراء انتخابات رئاسية يشرف على تنفيذها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تليها انتخابات برلمانية».
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن الرئيس اليمني الذي يعالج في الرياض بعد محاولة اغتياله هو «في صحة طيبة عموماً»، في أول تصريح من نوعه لمسؤول سعودي حول الوضع الصحي لصالح.
إلا ان تطمينات الفيصل نقضها دبلوماسي غربي، بقوله إن الرئيس اليمني «ميت سياسياً»، ولن يعود إلى اليمن على الأقل لشهرين قادمين بسبب إصابته الخطيرة.
ونقلت جريدة «ذا ناشنال» الإماراتية الناطقة بالإنكليزية عن الدبلوماسي قوله، إن صالح بالكاد يستطيع التحدّث بسبب استنشاقه دخان الغاز الناتج من الانفجار، وأنه لا يستطيع الوقوف نظراً إلى إصابته في إحدى ساقيه. وأضاف «حتى إذا تعافى تماماً فإن أيامه في السلطة قد انتهت». ولخّص الوضع الصحي للرئيس اليمني بالقول «صالح ميت سياسياً، وحتى لو عاد إلى اليمن فلن يكون قادراً على الظهور إعلامياً لأنه «مشوّه» بسبب الانفجار». هذا الوضع تسعى الولايات المتحدة إلى احتوائه من خلال تعزيز تواصلها مع نائب الرئيس اليمني، الذي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، أكد فيه الأخير دعم واشنطن لأمن اليمن واستقراره.
في غضون ذلك، أدانت أحزاب المعارضة اليمنية اعتقال الأمين العام لحزب الحق، حسن محمد زيد، في مطار صنعاء الدولي قبيل توجهه الى السعودية لأداء مناسك العمرة.
ووصفت اللجنة التنفيذية لحزب الحق وأحزاب المعارضة في بيان صحافي لها عملية الاعتقال التي تعرض لها زيد لساعات قبل أن يعاد إطلاق سراحه، بأنها «خطوة تصعيدية غير مبررة ولا تستند الى أبسط قواعد المشروعية، وتعدّ امتداداً للسلوك الهمجي الاستفزازي الذي دأبت عليه هذه القوى ومن يقف وراءها». إلى ذلك، استمر التوتر الأمني في جنوب اليمن، بعدما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش تصدى بمشاركة سلاح الطيران الحربي لهجمات نفذتها عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة على مقر اللواء 25 المحاصر في محافظة أبين، «ما أدى إلى مقتل 40 إرهابياً، إضافة إلى جنديين يمنيين».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)