جدد المحتجون اليمنيون أمس خلال إحيائهم «جمعة الثورة حتى النصر» مطالبتهم بتأليف مجلس انتقالي، ورحيل المقربين من الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح. وقال المتحدث باسم «شباب الثورة» في صنعاء، عاصم القرشي، إن المحتجين يريدون رحيل ما بقي من فلول النظام للإسراع بتأليف مجلس رئاسي انتقالي، وذلك بعد يوم واحد من اعتبار نجل شقيق الرئيس اليمني وقائد قوات الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبد الله صالح، أنه «ليس هناك من ثورة، لكنها مجرد مهزلة»، وتأكيده أن «استقالة الرئيس صالح المنتخب ديموقراطياً أمر مرفوض». وهتف المتظاهرون في صنعاء الذين قدر المنظمون عددهم بـ250 الفاً: «فلنمش يداً بيد لبلوغ هدفنا» و«الشعب يريد مجلساً انتقالياً» تحت حماية جنود اللواء اليمني المنشق علي محسن الأحمر، الذي اتهمه يحيى بأنه «مرتد» و«ارتكب الخيانة العظمى على الرئيس»، مشيراً إلى أن «الرئيس صالح هو من جعل من هذا الخائن رجلاً عظيماً، وهو في الواقع لا يستحق أن يكون بواباً». أما أنصار النظام، فجددوا ولاءهم للرئيس اليمني خلال تجمع في صنعاء بعد صلاة الجمعة. وفي تعز جنوبي العاصمة، ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للسعودية وهتفوا: «قولوا للسعودية إن اليمن جمهورية»، و«اليمن ليس البحرين» التي أرسلت السعودية إليها قوات بحجة المساعدة في ضبط الأمن بعد الاحتجاجات التي شهدتها.
كذلك نظمت تظاهرات أخرى في صعدة ومحافظة حضرموت، فيما بقي الوضع متوتراً في مدينة زنجبار التي استولى عليها مقاتلون يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة.
في غضون ذلك، تواصل المعارضة اليمنية مشاوراتها للبحث في سبل الخروج من الأزمة اليمنية. وأكد القيادي في أحزاب «اللقاء المشترك» حسن محمد زيد أن المعارضة ستلتئم اليوم لبحث تأليف المجلس الانتقالي، لافتاً إلى أنه سيُعلَن تأليفه في أقرب فرصة استجابة لضغوط المحتجين.
وبشأن ما تردد عن وجود مخطط لاغتيال قيادات أحزاب المعارضة تشرف عليه الاستخبارات إذا ما أُعلن تأسيس مجلس انتقالي، قال الأمين العام لحزب الحق المعارض: «لن يفعلوا شيئاً؛ لأن القرار الآن بيد الشباب والثوار»، وذلك في أعقاب نقل الموقع الإلكتروني لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض عن مصادر لم يسمها حديثها عن إعداد الاستخبارات اليمنية لمخطط يشرف عليه نجل الأخ الشقيق للرئيس اليمني ووكيل جهاز الأمن القومي، عمار محمد صالح لاغتيال قيادات أحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» وشخصيات وطنيه أخرى.
في هذه الأثناء، يقول خبراء إنه رغم رغبة الرئيس اليمني في التشبث بالحكم، نجحت محاولة اغتياله في منعه من مواصلة ممارسة مهماته، وإن الجهود تتركز الآن على تحديد مسار الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وإقناع أفراد من عائلة صالح بالتخلي عن سيطرتهم على الجيش وقوات الأمن.
وقال نائب مدير مركز بروكينغز الدوحة، إبراهيم شرقية، إن «الحديث الآن ليس عن عودة الرئيس أو عدم عودته، بل كيفية انتقال السلطة سلمياً»، مشيراً إلى أن «ما يحدث الآن هو مفاوضات مكثفة للخروج من الأزمة. ما يجري هو بحث السيناريو الأخير الذي سيخرج به صالح». ولفت إلى أن «النقاط التي تُبحَث هي ماذا سيحدث لأركان النظام وكيف سيكونون جزءاً من المرحلة القادمة»، موضحاً أن الكثير من الأطراف تريد أن يؤدي الحزب الحاكم دوراًً في المستقبل، من بينها السعودية.
وفي السياق، قال كبير المحللين بمؤسسة بوليتيكال كابيتال البحثية، غانم نسيبة، إن «السعوديين يدركون أن هذه هي النهاية لنظام صالح، لكنهم غير مرتاحين لخيارات الخلافة». وأضاف: «إنهم يريدون أن يتأكدوا من الذي سيتعاملون معه في حكومة يمنية جديدة، فالسعوديون لا يريدون انتخابات، بل يريدون فقط حكومة قوية، وهذا خلاف كبير بينهم وبين الأميركيين».
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في اليمن إنه سيجري ترحيل صحافي نيوزيلندي يدعى جلين جونسون، دخل البلاد بصورة غير مشروعة على متن سفينة تقل لاجئين صوماليين، واعتقل في محافظة لحج الجنوبية، بعدما كان يسعى إلى إعداد تقارير عن الاتجار بالأطفال في اليمن.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)