واشنطن تتحدّث عن «اتصالات محدودة» مع «الإخوان»... والجماعة ترحّب

بعد أسابيع من الهدوء النسبي الذي شهده ميدان التحرير، عادت الحركة الناشطة بقوة خلال اليومين الماضيين على خلفيات متعددة، منها المطالبة بعدالة أكثر حزماً، ومنها ما يتعلق بإنصاف ضحايا المواجهات السابقة
اعتصم بضع مئات من الناشطين المطالبين بالديموقراطية أمس في ميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، مطالبين بعدالة أكثر حزماً ضد مسؤولين النظام السابق، في وقت أعربت فيه جماعة الإخوان المسلمين عن «رغبتها» في لقاءات مع مسؤولين أميركيين «في إطار من الاحترام».

وفي ميدان التحرير وسط القاهرة، تجمّع ناشطون مصريون مطالبون بالديموقراطية، إثر مواجهات عنيفة وقعت في الميدان وعلى مقربة منه خلال اليومين الماضيين، بين متظاهرين ورجال الشرطة الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع على مئات الشبان المحتجين الذين رشقوهم بالحجارة.
وقالت وزارة الصحة إن 1036 شخصاً أصيبوا، بينهم 40 شرطياً على الأقل، في هذه المواجهات التي اندلعت في حي قريب من وسط القاهرة، حيث تجمعت عائلات أشخاص قتلوا في الانتفاضة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك للمشاركة في حفل تكريم للضحايا.
ووصل أقارب قتلى آخرين شكوا من أن أسماء قتلاهم لم تذكر في الحفل، ما سبّب اشتباكات هي الأولى من نوعها منذ أسابيع، انتقلت إلى ميدان التحرير وساحة وزارة الداخلية، حسبما ذكر مسؤولون.
ويطالب المتظاهرون بأن تبدي العدالة حزماً أكبر في محاكمة المسؤولين في النظام السابق، ولا سيما وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، فيما أرجأت محكمة الإسكندرية (شمال) إلى 24 أيلول المقبل إصدار الحكم المنتظر بقوة ضد شرطيين اثنين متهمين بأنهما مسؤولان عن قتل الشاب خالد سعيد في حزيران 2010. القضية التي انتشرت على الإنترنت انتشاراً كبيراً أسهمت في تعبئة الشبيبة المصرية ضد نظام الرئيس المخلوع، في 11 شباط الماضي.
في غضون ذلك، تحدثت الولايات المتحدة عن «اتصالات محدودة» مع جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة انفتاح رحّبت بها الجماعة الإسلامية التي تعتبر أكثر الحركات السياسية تنظيماً في البلاد في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارة لبودابست، أن الولايات المتحدة «تواصل مقاربتها إجراء اتصالات محدودة» مع الحركة، مبرّرة ذلك بمعطيات سياسية جديدة في مصر. ورداً على سؤال صحافي، قالت كلينتون إنها ليست «سياسة جديدة»، بل ممارسة «تعتمد أحياناً منذ خمس أو ست سنوات»، وأن واشنطن «تستأنفها».
وسارعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الرد بأنها منفتحة أمام مثل هذه الاتصالات، وقال المتحدث باسم الجماعة، محمود غزلان، «نرغب في لقاءات في إطار من الاحترام». وأضاف «إننا لا نؤيد منذ فترة طويلة سياسة الدعم الأميركية للديكتاتوريين على حساب الشعب في المنطقة»، والولايات المتحدة «هي الدولة الغربية المكروهة أكثر لدى العرب لهذا السبب». وتابع «إذا أرادت الولايات المتحدة حقاً احترام قيمنا ودعم الحرية كما تقول إنها تريد أن تفعل، فان ذلك لا يطرح لنا حينها مشكلة».
وأقرّ بحصول اتصالات في السابق بين واشنطن ونواب إسلاميين بين 2005 و2010، في الفترة التي كانت تمثل الجماعة كتلة برلمانية، وبحضور نواب من تنظيمات أخرى ورئيس الجمعية.
من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزير المال، سمير رضوان، قوله إن الولايات المتحدة وافقت على إسقاط ثلث ديونها المستحقة على مصر خلال الثلاث سنوات المقبلة. وقال رضوان إن ديون مصر للولايات المتحدة تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار، وبدلاً من السداد فإن مصر ستستخدم مليار دولار من الديون لتمويل عدد من مشروعات التنمية التي يجري التباحث بشأنها.
إلى ذلك، اتهم محامي الجماعات الإسلامية، منتصر الزيات، الرئيس المخلوع بالخيانة العظمى وتسريب معلومات عسكرية إلى جهات أجنبية.
وذكر موقع «الدستور الأصلي» على الإنترنت، أن البلاغ رقم 8795 الذي تقدّم به الزيات والناشط الحقوقي حاتم داوود، إلى النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، جاء فيه أن مبارك أجرى حديثاً تلفزيوناً عام 2007 مع الإعلامي عماد أديب، عن معركة 1973، من غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث تنقّلت الكاميرات لتصوّر الخرائط الأصلية للمعارك العسكرية ومواقف القوات وأوامر العمليات.
وجاء في البلاغ أن مبارك قدّم لأعداء البلاد معلومات عسكرية في غاية السرية لم يكن أحد ليحصل عليها لولا ما أقدم عليه، ما يضر بالأمن القومي لمصر وبقواتنا المسلحة، الأمر الذي يجعله مرتكباً للجريمة المنصوص عليها في المادة 1/80 من قانون العقوبات.
وتابع البلاغ أن مبارك «قام منفرداً ومن دون استئذان المجلس العسكري للقوات المسلحة، بالموافقة على ما سمّي (مناورات النجم الساطع)، بالاشتراك مع القوات الأميركية واشتراك القوات الإسرائيلية كمراقب، وهذه القوات تعدّ عدواً تقليدياً دائماً لمصر».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)