أعلنت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية أنها تفكر في إلغاء رحلة «أسطول الحرية 2» لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، تبعاً لتطورات الوضع في المنطقة، ولا سيما في سوريا. وقال حسين أوروك، عضو في مجلس إدارة المؤسسة التي تعرف بـIHH والمتحدث باسم «أسطول الحرية 2» في حديث لصحيفة «حريت» التركية، «نحن نعيد النظر في خططنا.
لا يمكننا تجاهل التطورات على أبوابنا». وقال إن «هدفنا ليس الإبحار إلى قطاع غزة، بل نحن نعتقد بأننا يمكن أن نخدم هدفاً من وراء إرسال السفن أو إلغاء ذلك. سنتّخذ قرارنا في نهاية هذا الأسبوع».
وأشار أوروك إلى أن ناشطين دوليين كان مقرراً أن يشاركوا في الرحلة، سيلتقون في أثينا في نهاية الأسبوع لبحث الموضوع، وقال «سنناقش الظروف المستجدة. كل دولة لديها توازنها الخاص، ومن وجهة نظرنا فإن التطورات في الجارة سوريا مهمة جدّاً». وتابع «المجتمع الدولي يتحدث عن تدخل في سوريا، وهو تطور من شأنه أن يؤثر على تركيا كثيراً فضلاً عن فلسطين والسلام في المنطقة. جميع العوامل مترابطة وعلينا أن ننظر إليها جميعها».
وتؤكد المؤسسة التركية أن الحكومة التركية لم تتدخّل في خطط الأسطول، إلاّ أن الصحيفة رأت ان اقتراح أنقرة عليها إعادة النظر في خطة إرسال أسطول إغاثة إلى غزة، يعتقد أنه أثر على موقفها الحالي. وقال أوروك «لا ينبغي أن ينظر إلى تحذيرات الحكومة على أنها غريبة».
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد حث في وقت سابق هذا الشهر منظمي الأسطول على النظر في ما إذا كان فتح المصريين لمعبر رفح والمصالحة الفلسطينية أثرت على الوضع قبل التوجه إلى غزة، وكانت هذه أول مرة تقترح فيها الحكومة التركية إعادة النظر في خطط إرسال أسطول إغاثة جديد إلى غزة.
وكان من المقرر أن تلتقي في قبرص في 27 حزيران 22 سفينة من عدة دول، بينها سفينة مافي مرمرة التي قتل على متنها 9 أتراك وأصيب العشرات في العام الماضي على أيدي القوات الإسرائيلية، وذلك قبل الإبحار إلى غزة.
وعلى هذا الصعيد، نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، أن الرئيس الاميركي باراك اوباما سوف يطلب رسمياً من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الضغط على منظمة «IHH» لإلغاء اسطول الحرية، وذلك لتخوفات اوباما من النتائج التي قد تؤدي الى مزيد من تدهور العلاقات التركية ـــــ الاسرائيلية، وذلك في ظل المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
ويسعى الرئيس الاميركي اثر نتائج الانتخابات الاخيرة في تركيا وكذلك المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية الى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع تركيا، والتي تعتمد على قطع العلاقات مع سوريا وايران وتوثيق علاقاتها مع الولايات المتحدة واسرائيل، وهذا ما سيدفع اوباما الى الطلب رسمياً من اردوغان التدخل لمنع تسيير «اسطول الحرية 2»، خوفاً من وقوع احداث تساهم في تدهور العلاقات التركية ـــــ الاسرائيلية، وخصوصاً في ظل الموقف الاسرائيلي الواضح بمنع وصول سفن اسطول الحرية الى شواطئ قطاع غزة.
(الأخبار، يو بي آي)