ارتفعت حصيلة المعارك المتواصلة بين القوات اليمنية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، وأنصار زعيم قبائل حاشد، صادق الأحمر إلى 50 قتيلاً، في وقت أعلنت فيه المعارضة اليمنية أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية أصبحت «في حكم المنتهية».وقال مصدر طبي في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، إن المستشفى استقبل 40 قتيلاً جراء إصابات خطرة في الرأس والعنق، فيما الحالات الباقية لا تزال ملقاة في الشوارع.
وتمددت المواجهات بين قوات صالح والأحمر إلى شمال صنعاء، حيث أكد شهود عيان سيطرة قوات الأخير على مبنى مجلس الشورى. وتوسعت المواجهات جنوباً إلى شارع القيادة القريب من ميدان التحرير بوسط العاصمة، كما امتدت إلى شارع مأرب شرق صنعاء ومنطقة هبرة، حيث يسعى أنصار الأحمر إلى السيطرة على مبنى وزارة التربية والتعليم. واتهم نائب وزير الإعلام، عبده الجندي، خلال مؤتمر صحافي، «قوات الفرقة الأولى المدرعة التابعة للواء علي محسن الأحمر بالمشاركة في المواجهات، وبأنها قصفت مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الحاكم»، مشيراً إلى أن ذلك يفتح الباب أمام القوات الحكومية لاستهداف مقارّ أحزاب المعارضة.
ومع استمرار تردي الوضع الأمني في البلاد، أعلنت الكويت سحب بعثتها الدبلوماسية من اليمن، واكتفت بإبقاء إدارييها من العاملين المحليين فقط لتصريف أعمال السفارة، فيما دعت منظمة العفو الدولية السلطات إلى التوقف على الفور عن قتل المحتجين، وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قواتها الأمنية، إذا ما أرادت ألّا تنزلق البلاد إلى المزيد من الفوضى، وربما إلى الحرب الأهلية.
في غضون ذلك، استمر نزوح مئات الأُسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحين تتضارب المعلومات بشأن كونهم من تنظيم القاعدة. وقال الناشط الحقوقي أسامة الشرمي، وهو من أبناء المدينة، إن «أوضاعاً مأساوية جداً يعيشها السكان جراء الاشتباكات المستمرة، فيما عشرات الأُسر لم تستطع الخروج من المدينة بسبب ارتفاع تكلفة أجرة المواصلات». وأضاف إنّ عشرات الأسر التي نزحت الى عدن أو إلى مدن أخرى في الجنوب تعاني عدم وجود مساعدات غذائية، مقدّراً عدد النازحين الى عدن بنحو خمسة آلاف شخص، فيما قدّر أن يكون هناك عدد مماثل للذين نزحوا الى مدن جعار وشقرة وأحور وغيرها.
وفي السياق، أعلن رئيس جمعية الإحسان الخيرية في عدن، عبد الرب السلامي، أنّ الجمعية «تكفلت بإعالة ورعاية النازحين القادمين من مدينة زنجبار لمدة ثلاثة أيام»، في مختلف مراكز الإيواء، ولا سيما في المدارس.
من جهته، أوضح النازح الى عدن عوض المطري، أن الوضع في زنجبار «مأساوي»، وأنها تحولت الى «مدينة أشباح». وذكر أن المقاتلين المتطرفين الذين يقدمون على أنهم من القاعدة، ويطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الشريعة» قالوا إنهم يستعدون لإعلان إمارة إسلامية في المنطقة.
إلى ذلك، ذكر موقع «المصدر أون لاين» اليمني، أن وحدات عسكرية مؤيدة للثورة يتقدمها اللواء المرابط في منطقة الراحة في مديرية الملاح في محافظة لحج جنوب اليمن تسعى إلى استعادة الأمن في مدينة زنجبار جنوب اليمن التي سيطرت عليها مجموعات مسلحة.
(يو بي آي، أ ف ب)