يواصل الجيش تقدمه في سهل الغاب، مسيطراً على عدد من التلال والقرى، بالتزامن مع تقدّم آخر على جبهة الزبداني. أما في شمال شرق البلاد، فقد أعاد الجيش السيطرة على مدينة الحسكة.وأحرز الجيش تقدماً في سهل الغاب المرتبط بريف إدلب الغربي، مسيطراً على تلتي أعور وحمكة ومحطة زيزون الحرارية وسد زيزون وبلدة الزيادية ومرج الزهور.

وأفاد مصدر ميداني «الأخبار» بأنّ السيطرة على تلتي أعور وحمكة أسقطت نارياً بلدة فريكة وسلة الزهور، حيث بدأت دفاعات «جيش الفتح» بالانهيار، مع إعلان فصائله الانسحاب من القرى باتجاه تلال خطاب والمشيرفة والمنطار ومعمل السكر.
وبدأ الجيش تمهيده المدفعي نحو التلال الاستراتيجية شرقي جسر الشغور، لتغطية التقدم البري لقواته، في اقتحامها بلدتي فريكة وسلة الزهور، بالتزامن مع استهداف بلدة السرمانية جنوب جسر الشغور بعشرات القذائف والصواريخ.
وأعلنت مصادر عسكرية عن انسحابات بالجملة لفصائل «جيش الفتح» من تلال خطاب والمشيرفة والمنطار، والإبقاء على الأسلحة المتوسطة والقناصة لعرقلة تقدم الجيش الذي يسعى للوصول الى تلك التلال للوصول إلى مدينة جسر الشغور، وقطع طريق إمداد المسلحين إليها.
وأشار مصدر إلى أن الجيش بات مسيطراً على 60% من المناطق التي دخلها «جيش الفتح» في سهل الغاب وريف إدلب الغربي، إلى جانب سيطرته على بلدة المنصورة التي لم تكن تحت سيطرته في وقت سابق.
وأكد المصدر أن العملية العسكرية لن تتوقف ومستمرة مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية لتوسيع دائرة المعارك مع «جيش الفتح»، الذي تكبد خسائر بشرية كبيرة خلال العملية العسكرية المضادة.
وبالعودة إلى محطة زيزون الحرارية التي سيطر عليها الجيش، قال أحد المهندسين العاملين في المحطة إن المعدات والاجهزة بأكملها مدمرة، إذ تقدر الخسائر بعشرات مليارات الليرات، حيث أتت الحرائق على معظم الخزانات والخطوط التي تؤمن التغذية للمحطة. وأضاف العامل في المحطة، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ المحطة باتت خارج الخدمة بالكامل وإصلاحها يحتاج إلى أشهر طويلة.
من جهته، ومع ساعات الليل الأولى، بدأ «جيش الفتح» هجوماً مضاداً على مواقع الجيش في تل الحور وسلة الزهور، في محاولة منه لاستعادتهما، في حين أصدر «الفتح» أيضاً بياناً أعلن فيه «بدء المرحلة الثانية للعمليات العسكرية» ضد بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، «نصرة للمدنيين المُحاصَرين في مدينة الزبداني». وفي ختام بيانه، أكّد أنه «لن يتوقف الهجوم ما لم تتوقف الحملة العسكرية على الزبداني».
وفي الحسكة، خسر تنظيم «داعش» الأحياء التي سيطر عليها في المدينة، بعد أكثر من شهرٍ على دخولها، إذ استطاع الجيش بالتعاون مع «وحدات حماية الشعب» الكردية تحريرها، بعد عمليات استمرت على عدّة مراحل، كانت آخرها في كليتي «الاقتصاد» و«الهندسة المدنية» شرقي حي الزهور. وباشر الجيش و«الوحدات»، عقب انتهاء العمليات، إجراءات التفتيش والتمشيط في مباني الكليتين التي دمر عناصر «داعش» بناها التحتية، وسرقوا تجهيزاتها ومعداتها التعليمية.
أما في الزبداني، فتواصل قوات الجيش والمقاومة عملياتها العسكرية، مسيطرةً على حي الحكمة المتصل بشارع الجرجانية شرق المدينة، موقعةً عدداً من الجرحى والقتلى في صفوف المسلحين. وتزامن تقدم الجيش والمقاومة مع تدمير دبابة للمسلحين بصاروخٍ موجه، في محيط دوار السيلان، جنوب شرق المدينة، أدى إلى مقتل كامل أفراد طاقهما. كذلك أصيب عدد آخر من المسلحين، بعد استهداف تجمعاتهم بالصواريخ وقذائف المدفعية في حي القطارات غرب الزبداني، في حين دارت اشتباكات عنيفة على محور أوتوستراد السلام في منطقة خان الشيح في ريف دمشق الغربي، بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام»، وسط غطاء ناري كثيف، بعد تقدم جنود الجيش من المزارع المحيطة بالأوتوستراد باتجاه مواقع المسلحين.