رفضت الولايات المتحدة مجدداً، أول من أمس، خطط الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولة مستقلة من جانب واحد في الأمم المتحدة، قبل التوصل الى اتفاق سلام. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، «لا نعتقد أنها فكرة جيدة أو مفيدة». ودعت الولايات المتحدة للعودة إلى المفاوضات بين السلطة وإسرائيل من أجل التوصّل إلى «حل الدولتين». وقال تونر «نواصل الضغط على الجانبين لبدء التحاور من جديد في إطار مفاوضات مباشرة». في هذا الوقت، أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «عشرات المثقفين الإسرائيليين سيعقدون اجتماعاً يعتزمون خلاله إعلان تأييدهم لاعتراف دولي بدولة فلسطينية في حدود عام 1967».
بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يسمح أبداً باندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، مضيفاً إن «السلطات التونسية وافقت على تسليم أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى السلطة الفلسطينية». وقال خلال لقائه عدداً من الصحافيين التونسيين، في أعقاب زيارته إلى تونس التي انتهت أمس، «ما دمت رئيساً للسلطة الفلسطينية، فلن أسمح أبداً باندلاع انتفاضة جديدة، مهما كان شكلها». وأضاف «لن أقبل بأي فلتان أمني أو عسكري في الضفة أو غيرها من المناطق الفلسطينية. أما الذين يتحدثون عن المقاومة والانتفاضات المسلحة، فليفعلوا ذلك بعيداً عن الشعب الفلسطيني».
من جهة أخرى، أكد عباس أن الجانب الفلسطيني يرغب في أن تستأنف المفاوضات مع الإسرائيليين جدياً بشأن أهم القضايا الأساسية. وقال «سنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيكون ذلك خلال شهر أيلول المقبل على اعتبار أن هذا الشهر يمثّل محطة هامة لإعلان حدود الدولة الفلسطينية، وإقامتها على جميع الأراضي المحتلة عام 1967» . وأعرب الرئيس الفلسطيني، الذي غادر تونس إلى فرنسا أمس، محطته الأولى في جولة تشمل عدداً من الدول الأوروبية لحثها على دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، عن تفاؤله، وخصوصاً أن الجانب الفلسطيني يضمن حالياً تأييد نحو 140 دولة لتوجهاته.
وتطرق عباس إلى المساعي الجارية حالياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وجدد تأكيد استعداده للذهاب إلى غزة من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد للانتخابات، وأنه لا يزال ينتظر رد «حماس» على هذه المبادرة. وكشف أنه بحث مع الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع مسألة أرشيف عرفات الموجود في تونس، مؤكداً أن المبزع قال له إن السلطات التونسية «ستسلّمه هذا الأرشيف».
من جهته، قال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عزام الأحمد، إن السلطة الفلسطينية عازمة على إعلان الدولة في أيلول المقبل، مؤكداً أن إسرائيل مسؤولة عن فشل المفاوضات، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات، وجميع الممارسات العدوانية التي تمارسها قوات الاحتلال.
(يو بي آي، أ ف ب)