القاهرة ــ الأخبار عقب إعلان التشكيل الجديد للمجلس القومي لحقوق الإنسان، أطلّت علامات استفهام كثيرة حول الآليات التي استند إليها قرار رئيس الوزراء، عصام شرف، إعادة هيكلة المجلس بعد احتجاج العاملين فيه والمطالبه بتطهيره من فلول الحزب الوطني، التي سيطرت عليه منذ إنشائه، وغياب الأصوات الناقدة لتجاوزات السلطة. ورغم ترحيب البعض بعدد من الأسماء التي شاركت في ثورة 25 يناير، لم يحالف الحظّ اختيار بعض الأسماء، حيث استنكر البعض اختيار الممثل محمد صبحي، في التشكيل الجديد وهو المعروف بعدائه الشديد للثورة والثوار.
وقد خرج صبحي في عدد من البرامج منتقداً ومهاجماً ثوار 25 يناير، واصفاً إياهم بـ«العيال»، ولم يكتف بذلك بل قال إنه تحدث مع زميلته سماح أنور، رافضاً اعتذارها عن التحريض على الثوار في ميدان التحرير، عندما قالت «المفروض اللي قاعدين في الميدان دول يولعوا فيهم».
ولم يعتذر صبحي عن كل هذا بل تمسك برأيه. والسؤال الآن، على أي أساس اختير ليكون عضواً في المجلس المفترض فيه تقصّي حقائق ما جرى خلال الثورة؟
الاسم الآخر الذي استنكرت بعض الشخصيات اختياره هو الصحافي حازم منير، المعروف بقربه من وزير الإعلام السابق أنس الفقي، والذي كان مسؤولاً عن برنامج «مصر النهار ده»، أحد البرامج التي ساهمت بقوة في تشوية صورة ثوار التحرير والنيل منهم.
يضاف إلى الاسمين السابقين، اسم المستشار عادل قورة رئيس لجنة تقصّي الحقائق التي ألّفتها الحكومة للتحقيق في «موقعة الجمل»، حيث خرج الرجل ولجنته بتقرير باهت نال قدراً كبيراً من نقد الحقوقيين والنشطاء.
وكان رئيس الوزراء عصام شرف قد أصدر قراراً أمس بإعادة هيكلة المجلس القومي لحقوق الإنسان، وحمل القرار الرقم 5 لسنة 2011، لحين انتخاب مجلس الشورى. ويبقي القرار على بطرس غالي رئيساً للمجلس ومحمد فائق نائباً له.
وضمّ المجلس الجديد في عضويته كلّاً من السفير أحمد حجاج وأسامة الغزالي حرب واسكندر غطاس والمخرجة إنعام محمد علي وجورج إسحق وحازم منير وحافظ أبو سعدة ودرية شرف الدين.
كذلك ضمّ كلّاً من سمير مرقص وسهير لطفي وضياء رشوان وعادل عبد الحميد وعادل قورة وعلي السلمي وعمرو الشوبكي وعمرو حمزاوي ومحسن عوض ومحمد أمين المهدي ومحمد صبحي ومحمود أبو الليل ومنى ذو الفقار وميرفت التلاوي ونادية مكرم عبيد وناصر أمين ويوسف القعيد.
من جهة ثانية، انسحب الدكتور عمرو حمزاوي من الهيئة التأسيسية للحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي اعتراضاً على إصدار الحزب بياناً يدين اقتحام الجيش للمعتصمين في ميدان التحرير فجر السبت، وسقوط قتيل وعدد كبير من الجرحى.
وقال حمزاوي في بيان «كنت أتمنى أن يمثل انضمامي إلى مبادرة الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي قيمة مضافة للطرفين، نظراً إلى اتفاقنا الكامل في ما يخص الأهداف السياسية والمسؤولية الوطنية المُلقاة علينا نحن المواطنين جميعاً في هذه المرحلة الدقيقة».
وأضاف «يبدو لي أن هناك نوعاً من عدم الاتساق في ما يخص بعض القضايا الأساسية، وهو ما كان يمكن أن يتسبب في تعطيلنا عن الإسهام الإيجابي في تحقيق الأهداف المشتركة، الأكبر والأهم والتي نسعى جميعاً لتحقيقها». ووصف حمزاوي من أصدروا بياناً لإدانة الجيش بعدم الشفافية، وأنه اعترض على البيان، ولذلك آثر «الانسحاب من مبادرة تأسيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي».
ويضمّ الحزب عدداً من الشخصيات المهمة، منهم محمد أبو الغار ومحمد غنيم والمخرج السينمائي داود عبد السيّد.