تواصل إسرائيل سياستها الاستيطانية بفرض الحقائق على الأرض، في ظل المساعي الدولية لتحريك عملية التسوية على خلفية التطورات التي تشهدها المنطقة العربية. وكشفت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن وزير الدفاع، إيهود باراك، سيوقع خلال الأيام المقبلة الخطط الهيكلية لأربع مستوطنات في الضفة الغربية هي «نوفيم» و«أشكولوت» جنوب الخليل، و«حميدات» و«روتيم» في غور الأردن. ولفتت المصادر إلى أن ذلك جرى بالتوافق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وفي محاولة لاحتواء ردود الفعل، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المصادر نفسها قولها إن هناك تجمعات سكنية قانونية بنيت على أراضٍ مملوكة لإسرائيل بعد الحصول على تصديق الحكومة، لكنها لم تنل التصديق على مخطط البناء.
وفي السياق نفسه، لفت موقع «يديعوت أحرونوت» إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين امتنعوا عن المس بالوضع الراهن بكل ما يتصل بالمستوطنات، إلا أنه بدأت في السنتين الأخيرتين عمليات إعداد خرائط هيكلية للتصديق على 12 مستوطنة مقامة على أراضي الضفة الغربية. ولفت الموقع إلى أن أعضاء كنيست ووزراء من معسكر اليمين مارسوا ضغوطاً على رئيس الحكومة للتصديق على الخريطة الهيكلية.
من جهة أخرى، استبعدت محافل في وزارة الخارجية ما يقوله نتنياهو بإمكان إلغاء تقرير القاضي ريتشارد غولدستون، ورأت أنه في أفضل الأحوال، سيكون ممكناً العمل على اتخاذ قرار جديد في الأمم المتحدة، يقضي بأن القرار السابق في ما يخص تقرير غولدستون لم يعد ساري المفعول.
أما بخصوص إمكان الاستناد إلى سابقة تراجع الأمم المتحدة عن وصف الصهيونية وفق قرار صادر في تشرين الثاني في عام 1975، بأنها «شكل من أشكال العنصرية والتفرقة العرقية»، فقد تم ذلك (التراجع) في عام 1991، في ظل انطلاقة العملية السياسية في مؤتمر مدريد وانهيار الاتحاد السوفياتي. وأوضح مصدر في وزارة الخارجية أن هذه القضية «تبنتها الولايات المتحدة مشروعاً سارت به حتى النهاية. في الواقع الدولي الحالي، وفي ضوء مكانة إسرائيل والجمود في المسيرة السلمية، من الصعب أن يتحقق هذا السيناريو مرة أخرى»، وفي أقصى الأحوال سيكون بوسع إسرائيل إقناع القاضي غولدستون بتوجيه كتاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان بشأن تراجعه بحيث يصبح وثيقة رسمية تعزز أهميته السياسية والقانونية، يمكن من خلاله الاستناد إليه لمواجهة خطوات مستقبلية ضد إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة في ما يتعلق بعملية «الرصاص المصهور».
(الأخبار)