استبقت الدول الخليجية اجتماع مجلس التعاون على مستوى وزراء الخارجية، أمس، لشنّ هجوم شامل ولاذع على إيران، عبر تصريحات المسؤولين من مختلف هذه الدول، التي تلاحمت حول الأمن الخليجي، واعتبار التدخل الإيراني في البحرين والكويت سافراً، متوعدةً بالردّ.ومن الكويت، قال وكيل خارجية الكويت خالد الجار الله ل‍صحيفة «القبس» إن «الشيخ وزير الخارجية محمد الصباح أبلغ نظيره الإيراني أن العلاقات دخلت منعطفاً خطيراً لخطورة الشبكة التجسسية على أمن الكويت واستقرارها»، وذلك في تعليق على الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية كلّ من الكويت وإيران.
ونقل عن الصباح قوله إن «الكرة الآن في الملعب الإيراني، وعلى طهران اتخاذ الإجراءات والخطوات التي تعيد بناء الثقة التي دمرتها هذه الشبكة التجسسية، والتي سيكون لها انعكاس سلبي على مجمل العلاقات الخليجية ـــــ الإيرانية مستقبلاً».
وأعرب الجار الله عن استيائه واستنكاره لوصف إيران الأحكام بالمؤامرة، وقال إن من يزرع الشبكات التجسسية هو من يتآمر، وليس من يدافع عن أمنه واستقراره في مواجهة هذه الأعمال.
ونقلت «القبس» عن مصادر خليجية رفيعة المستوى قولها إن «إجراءات ستُتخذ بحق إيران إذا استمرت بالسياسة التجسّسية العدائية ضد دول المنطقة، ومن هذه الإجراءات تقليص البعثات الدبلوماسية الإيرانية في دول المجلس».
كذلك دان الأمين العام الجديد للمجلس عبد اللطيف الزياني «بشدة استمرار التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة». واستنكر «الاتهامات الباطلة وغير المبررة التي تضمنها البيان غير المسؤول الصادر عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني»، التي اتهمت الرياض باللعب بالنار في الخليج.
ورفض الزياني مقارنة البيان الإيراني بشأن وجود قوات «درع الجزيرة» في البحرين باحتلال الكويت من قبل نظام صدام حسين، مؤكداً أن «وجود الدرع شرعي وقانوني، فيما كان غزو صدام حسين للكويت عدواناً غاشماً واحتلالاً سافراً».
وفي الرياض، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي قوله إن «التصريح غير المسؤول، والصادر عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، تجاهل عن سابق إرادة وتصميم حقائق التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، وانتهاك سيادتها واستقلالها، ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل على أراضيها، في سياسات عدوانية تضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار. وآخرها التدخل الإيراني السافر في دولة الكويت الشقيقة بشبكة تآمرية مرتبطة بعناصر رسمية إيرانية».
وقال المصدر إن «مروّجي هذه الأكاذيب نسوا أو تناسوا عمداً أنه ليس من حق إيران انتهاك سيادة مملكة البحرين، أو إقحام أنفها في شؤونها أو شؤون أي دولة خليجية، أو محاولة مصادرة حق البحرين المشروع في الاستعانة بقوات درع الجزيرة».
من جهتها، نقلت صحيفة «القبس» الكويتية عن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد قوله إن «التدخل الإيراني غير مقبول ومرفوض من كل دول مجلس التعاون الخليجي».
بدوره، قال قائد قوات «درع الجزيرة» اللواء الركن مطلق بن سالم الأزيمع، في حوار مع صحيفة «عكاظ» السعودية، إن من يعدّون وجود القوات في البحرين احتلالاً هم ذوو النزعات والأجندات العدائية.
وأكد رئيس هيئة الأركان البحرينية، اللواء الركن دعيج بن سلمان آل خليفة، أن قوات «درع الجزيرة» ستبقى ما دام هناك «تهديدات خارجية مستمرة». وقال إن «الاضطرابات التي شهدتها البحرين ارتقت بسقف الطموحات والتطلعات البرلمانية والشعبية الخليجية إلى إنشاء جيش خليجي موحّد لردع أي محاولات للعبث بأمن دول المجلس واستقرارها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)