غزة ــ الأخبار توعّدت 15 ذراعاً عسكرية فلسطينية في قطاع غزة قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرد على جرائم اغتيال نشطاء المقاومة، وآخرها اغتيال ثلاثة من مقاومي كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس».
وقالت الأذرع العسكرية، في بيان مشترك تلته خلال مؤتمر صحافي في مدينة غزة أمس، إن جريمة اغتيال نشطاء كتائب القسام الثلاثة أول من أمس، «لن تمر من دون عقاب، وسيتحمل العدو كل عواقبها، وإننا لن نقبل بأن يفرض العدو الصهيوني معادلات جديدة على شعبنا وعلى فصائل المقاومة». وتعهدت بأن «قادة الاحتلال سيندمون على اللحظة التي فكروا فيها بارتكاب هذه الحماقات»، مؤكدةً أن «ارتكاب العدو لهذه الجريمة هو نذير شؤم عليه» وأكدت الأذرع العسكرية أنها «تدرس طبيعة الرد على هذه الجريمة، ولديها الخيارات الكثيرة التي تمكنها من ردع الاحتلال، وستتوافق المقاومة على ذلك وفق تقديراتها الميدانية».
ورأت الأذرع العسكرية أن تبريرات إسرائيل لاغتيال نشطاء كتائب القسام عبر اتهامهم بالتخطيط لخطف إسرائيليين داخل شبه جزيرة سيناء المصرية «مفبركة وكاذبة»، وذلك «بهدف الوقيعة بيننا وبين القيادة المصرية»، مشددة على أن «سياسة المقاومة تقتصر في عملها على داخل حدود فلسطين المحتلة».
وقال المتحدث باسم «كتائب القسام»، «أبو عبيدة»، رداً على أسئلة الصحافيين، إن «المقاومة الفلسطينية لديها الكثير من الخيارات للرد على هذه الجرائم، ليس كما يتوقع الاحتلال وليس آنياً». وأضاف: «نحن لا نرضى بمعادلات الاحتلال، ولن نقبلها وستنقلب الطاولة على رأس قادة الاحتلال والمقاومة تمتلك زمام الرد».
في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن «إسرائيل» معنية باستمرار الهدوء على حدود قطاع غزة، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن «المواجهة مع حركة «حماس» تقترب يوماً بعد يوم». وقال، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، إن إسرائيل تعدّ حركة «حماس» هي المسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة، متوعداً «إذا أجبرتنا «حماس» على العمل فسنعمل».
وأعلن باراك أن جيش الاحتلال سينصب خلال اليومين المقبلين بطارية أخرى لمنظومة «القبة الحديدية» لحماية البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع من الصواريخ الفلسطينية، «ما سيوفر الحماية لنحو مئتي ألف مدني».‏
وكانت طائرة حربية إسرائيلية قد اغتالت فجر أول من أمس ثلاثة نشطاء من كتائب القسام، هم الشقيقان إسماعيل وعبد الله لبد، ومحمد الداية، بقصف سيارتهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وادعى ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارة التي خُطّط لها بالتعاون مع جهاز الأمن العام استهدفت نشطاء «خططوا لاختطاف مواطنين إسرائيليين خلال عيد الفصح لدى الشعب اليهودي (يصادف 18 نيسان الجاري) في شبه جزيرة سيناء وداخل إسرائيل».
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن اغتيال النشطاء الثلاثة «ليس خرقاً للتهدئة، بل يدخل ضمن سياسة الدفاع عن أمن مواطني إسرائيل ومنع تعرضهم للخطر».
وتوعدت المصادر الأمنية أن «قتل عناصر الإرهاب وتصفيتهم في جميع التنظيمات سيتواصلان لما يمثله أولئك العناصر من خطر على الفلسطينيين والإسرائيليين وعلى مستقبل الهدوء بين غزة وإسرائيل». وذكرت أنه «جرت تصفية حساب مع أحد أخطر عناصر الإرهاب في غزة، الذي عمل طويلاً للإضرار بمصالح مواطني إسرائيل وأمنهم بلا توقف»، مشيرة إلى أن «إسرائيل لا تنوي التصعيد على حدود غزة، وأن العملية جاءت في نطاق ردود مركزة ستستمر لوقف تهديد أمن إسرائيل للخطر».