تتواصل الاحتجاجات منذ 25 شباط ضدّ الفساد، ومن أجل التغيير والإصلاح السياسي في مناطق عدّة بالعراق، وقد سجل أمس سقوط عشرات الجرحى نتيجة اشتباكات في السليمانيةجُرح ما يزيد على 35 شخصاً في مواجهات بين قوات الشرطة ومتظاهرين يطالبون بالإصلاح في السليمانية شمال العراق، معظمهم من رجال الشرطة والدفاع المدني. وقالت مصادر طبية في مستشفى المدينة إنه استقبل 35 شخصاً غالبيتهم من أفراد الشرطة أُصيبوا بجروح خلال مواجهات شهدتها التظاهرة التي تخللها رشق بالحجارة لعناصر الشرطة الذين ردوا مستخدمين الهراوات.
وقالت مصادر أمنية محلية إن المواجهات أوقعت «27 جريحاً بينهم 23 من قوات الأمن والدفاع المدني وأحد مصوّري فضائية شعب كردستان و3 مدنيين». وذكر شهود عيان أن قوات الأمن اعتقلت العشرات خلال التظاهرة التي شارك فيها نحو أربعة آلاف شخص في ساحة التحرير، وسط السليمانية.
وطالب المتظاهرون بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة في إقليم كردستان العراق، من بينها محاربة الفساد ومحاسبة المتلاعبين بالمال العام. وكان المئات من أهالي السليمانية قد خرجوا أول من أمس في تظاهرة بمنطقة كلار للمطالبة بالإصلاح السياسي.
وفي وسط العاصمة بغداد، توافد المئات من العراقيين على ساحة التحرير للمشاركة في تظاهرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين.
وأحاطت بساحة التحرير قوات أمن مدججة بالسلاح قطعت الجسور القريبة، ومنها جسر الجمهورية، كما أقامت حواجز ونقاط تفتيش وأسلاكاً شائكة على الطرق المؤدية الى الساحة التي شهدت منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي تظاهرات في كل يوم جمعة، تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة.
وينظم التظاهرات شباب من طلبة الجامعات، ومثقفون مستقلون يتواصلون عبر مواقع الإنترنت.
على صعيد آخر، قُتل 3 عسكريين عراقيين بينهم ضابطان، وجُرح 7 آخرون في هجوم انتحاري بحزام ناسف وسط مدينة الفلوجة غربي بغداد. وقال مصدر أمني بمحافظة الأنبار إن انتحارياً فجّر نفسه بحزام ناسف وسط تجمع للجيش العراقي قرب جامع حمود المحمود وسط مدينة الفلوجة. وأضاف أن «ثلاثة بينهم ضابطان برتبة عقيد وملازم أول قتلوا، وأُصيب سبعة آخرون بجروح، بينهم ثلاثة جنود جراء هجوم انتحاري بواسطة حزام ناسف».
من جهة ثانية، أظهرت إحصاءات رسمية أن عدد المدنيين وأفراد الشرطة والجيش الذين قتلوا في أعمال العنف في العراق ارتفع في آذار، وذلك بعد أيام من مقتل 58 شخصاً في أعنف هجوم يقع هذا الشهر.
وقالت وزارة الصحة إن 136 مدنياً قُتلوا في تفجيرات وهجمات أخرى الشهر الماضي مقابل 119 في شباط. وقُتل 55 ضابطاً بالشرطة و55 جندياً بالجيش مقابل 15 و33 على التوالي، وفقاً للأرقام التي أعلنتها وزارتا الداخلية والدفاع.
وفي آذار، أُصيب 215 مدنياً و80 ضابط شرطة وأصيب 75 جندياً. وسقط الكثير من القتلى في هذا الشهر نتيجة هجوم استهدف مجلس محافظة صلاح الدين في تكريت على بعد 150 كيلومتراً شمالي بغداد.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)