أثارت خطبة الجمعة التي ألقاها الداعية المصري يوسف القرضاوي ردود فعل سورية غاضبة من مستشارة الرئيس بثينة شعبان ومفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، اللذين قالا إن حديث الداعية المصري تضمّن تحريضاً على الفتنة الطائفية.
وقالت شعبان، خلال مؤتمرها الصحافي أول من أمس، إن ما قاله الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة في قطر «دعوة إلى الفتنة، وإن هناك انزعاجاً كبيراً من أقواله»، مضيفة «ليس لرجل دين أن يثير فتنة بأي منطق قرآني أو إيماني، وهذا ليس من مهمات رجل الدين على الإطلاق».
كذلك أبرزت قناة «الإخبارية السورية» على شريطها الإخباري طوال يوم أمس انتقادات بحق الداعية يوسف القرضاوي بأنه حاول العزف على الوتر الطائفي في سوريا خلال خطبته الجمعة الماضية.
بدوره، انتقد مفتي سوريا، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، القرضاوي بشدة. وقال، في حديث إلى التلفزيون السوري، إن «منبر الجمعة الذي أراده النبي محمد منبر إيمان وأمان ووحدة للأمة استغله البعض ليناجي الناس ويناديهم محرضاً على القتل بين الأخ وأخيه، ومحرضاً الناس على الفتنة باسم الإسلام، متهكماً بمواقف علماء المسلمين ومشككاً في دور هذه الأمة وهذا البلد الذي احتضن المقاومة، والذي ما زال شعبه يدفع الضريبة الكبرى حتى اليوم مقاطعة في طيرانه وأجهزته الطبية».
وقال حسون إن «بعض من تسلموا منابر الأمة وضعوا دماء المسلمين في أعناقهم، وبدلاً من أن يكونوا وسطاء الرحمة والحكمة والخير ذهبوا لتدمير البلاد ولتسهيل احتلال أرضها وشعبها»، متسائلاً «أين أنتم حينما تجتمعون في مؤتمراتكم لتخطبوا خطباً رنانة ثم ترون دماء المسلمين تزهق وأنتم على منابركم تحرّضون؟ ومن سمح لكم يأن تقولوا للناس اقتلوا بعضكم وأنتم شهداء ... ومن وضعكم بوابين على أبواب الجنة تدخلون ذاك في النار وهذا في الجنة»، مؤكداً أن «كل دم يراق في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن هو في رقاب من يحرض ويشجع على القتل». وأضاف: «كيف تظنون بنا السوء، وكيف تظنون أننا لا نقيم إسلامنا في سوريا، والبعض منكم زار سوريا وتكلم فيها ومع علمائها، وبعض أبنائكم درسوا وتخرجوا منها، فهل تريدون أن تحرقوا سوريا وتستمعوا إلى الأكاذيب والقنوات التي تبث الفتنة وتتركوا الحقائق؟ هل تريدون أن تكونوا أبواق شر وسوء على المسلمين؟ وهل يعجبكم أن يكون هناك قتلى في شوارعنا؟».
وكان الداعية المصري، يوسف القرضاوي، قد أعرب عن دعمه للتحركات الاحتجاجية التي تشهدها سوريا، معتبراً أن «قطار الثورات وصل إلى محطتها». وانتقد بشدة ما قال إنه اعتداء على «حرمة بيوت الله» في هجوم القوات السورية على المسجد العمري في درعا، غامزاً من قناة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري، بشار الأسد، قائلاً إن الأخير أسير لديها. وتابع في خطبة الجمعة في قطر: «لا يمكن أن تنفصل سوريا عن تاريخ الأمة العربية. ألا تجري عليها قوانين الله في الأمم والمجتمعات؟ سوريا مثل غيرها، بل هي أولى من غيرها بهذه الثورات».
وعن هجوم الجيش السوري على درعا والمسجد العمري الذي كان مركزاً للاحتجاجات، قال القرضاوي: «لم يبال هؤلاء بحرمة بيوت الله، قتلوا الناس في المسجد، هذه ثورات سلمية، لكن هؤلاء القساة استخدموا رشاشاتهم ومدافعهم وقتلوا منهم من قتلوا علناً ومن قتل في البيوت». وندد بالخطوات التي اتخذتها السلطات السورية حالياً، والتي قال إنها «محاولة للتقليل من الجريمة» عبر إقالة محافظ درعا. وأضاف «هل هذا يكفي؟»
وتحدث القرضاوي عن الموضوع المذهبي قائلاً: «الأسد يعامله الشعب على أنه سنّي، وهو مثقّف وشاب ويمكنه أن يعمل الكثير، لكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته».
(الأخبار)