لم تكن مدينة درعا في سوريا بمنأى عن أعمال العنف التي تشهدها بلدان عدة في العالم العربي، إذ أعلن شاهد عيان من سكان هذه المدينة أن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة محتجين، خلال تظاهرة سلمية طالبت بالحريات السياسية والقضاء على الفساد. وقال إن «القتلى حسام عبد الولي عياش، وأكرم جوابرة، وأيهم الحريري، كانوا ضمن آلاف عدة يهتفون: «الله... سوريا... حرية»، إضافةً إلى شعارات أخرى اتهمت أسرة الرئيس بشار الأسد بالفساد. وأضاف إنهم «قتلوا برصاص قوات الأمن التي جرى تعزيزها بقوات نُقلت بواسطة طائرات هليكوبتر، فيما أصيب عشرات آخرون». وأظهرت لقطات مصوّرة بُثّت عبر موقع «فايسبوك»، متظاهرين في درعا يرددون هتافات ضد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، الذي يمتلك شركات كبيرة عديدة.
من جهته، أكد ناشط حقوقي أن أربعة أشخاص قتلوا وجرح المئات على أيدي قوات الأمن أثناء تفريق التظاهرة في درعا، مؤكداً أن قوات الأمن «أطلقت الرصاص الحيّ على المتظاهرين». وأضاف «حتى اللحظة لدينا معلومات مؤكّدة عن وقوع أربعة قتلى هم أكرم الجوابرة، حسام عبد الوالي عياش، أيهم الحريري وشاب من عائلة أبو عون». وتابع «ثمّة جرحى بالمئات، واختطفت الأجهزة الأمنية عدداً منهم من مستشفى درعا الوطني ونقلتهم بطائرات مروحية إلى جهة غير معلومة».
وأكدت السلطات السورية وقوع أعمال «فوضى وشغب» في درعا، أثناء تظاهرة تدخلت قوات الأمن لتفريقها. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه «خلال تجمع عدد من المواطنين في محافظة درعا بالقرب من الجامع العمري، استغل بعض المندسين هذا الموقف وعمدوا إلى إحداث الفوضى والشغب»، مضيفةً إن «المندسين ألحقوا أضراراً بالممتلكات العامة والخاصة، وحطموا وأحرقوا عدداً من السيارات والمحال العامة، ما استدعى تدخل عناصر حفظ الأمن حرصاً على سلامة المواطنين والممتلكات، فاعتدى عليهم مثيرو الشغب ثم تفرقوا». وأشارت إلى أن أحداث درعا «تزامنت مع تجمع آخر في بلدة بانياس (الساحلية) الذي انتهى من دون حوادث تذكر». وأكدت مصادر حقوقية أن «نحو 5 آلاف شخص شاركوا في التظاهرة في بانياس». وأظهر مقطع لشريط مصور تناقلته بعض المواقع الإلكترونية تعرض بعض المواطنين الذين كانوا يهتفون مطالبين بالحرية، للضرب من جانب رجال الأمن في قاعة المصلين التابعة للمسجد الأموي وأفيد عن اعتقال شخصين. وشوهد حضور كثيف لعناصر الأمن باللباس المدني، كانوا يجوبون سوق الحميدية ويحيطون بساحة المسكية المجاورة للجامع قبل الصلاة، وذلك بعد إعلان تنظيم تظاهرة في «جمعة الكرامة» عبر «فايسبوك»، وصل عدد مؤيديها إلى أكثر من 50 ألف شخص.
ودعت الصفحة السوريين إلى التظاهر بعد الصلاة والمطالبة «بحقوقنا الإنسانية، وكرامة سوريا من كرامة السوريين»، و«الثورة حتى الحرية»، كما نقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً لتظاهرة جرت أمام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص، ضمت عشرات الأشخاص وهم يهتفون «الله سوريا حرية وبس»، قبل أن يفرّقها رجال الأمن.
في المقابل، نُظّمت تظاهرة تأييد للرئيس السوري بشار الأسد في ساحة المسكية، شارك فيها أكثر من مئتي شخص حاملين الأعلام السورية وصوراً للرئيس السوري ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)