رأى الرئيس السوري بشار الأسد، بعد لقائه وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية ترينيداد خيمينيس أمس، أن شعوب المنطقة هي الأقدر على تحديد مصائرها ورسم مستقبلها، وأن أي تدخل عسكري خارجي في هذه الدول سيعقّد المشكلات ويؤدي إلى نتائج خطيرة، لافتاً إلى أن تجارب الماضي تؤكد ذلك. وفي ما يتعلق بعملية التسوية، شدّد الأسد، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن «السلام كل لا يتجزأ وأنه لا يمكن أن يكون حقيقياً ودائماً، ما لم يضمن عودة الأرض والحقوق كاملة إلى أصحابها الشرعيين».
بدوره، جدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع خيمينيس، تأكيد موقف بلاده الرافض لأي تدخل أجنبي عسكري في شؤون المنطقة، موضحاً أن دمشق «تقف من حيث المبدأ ضد التدخل العسكري الأجنبي في شؤون المنطقة، لكن هذا لا يعني أن هذا الموقف هو لمصلحة طرف ضد الطرف الآخر». وتساءل: «هل الحظر الجوي هو تدخل عسكري خارجي أم لا؟ هل العرب استنفدوا فرص الحل الدبلوماسي؟ وهل لديهم مبادرة تجنب ليبيا التدخل الخارجي؟». وشدد على أن سوريا قلقة للغاية مما يجري في ليبيا. وقال: «نريد أن تسود الحكمة ووقف إطلاق النار وفتح قنوات للحوار بين الأشقاء».
ونفى المعلم أن تكون سوريا تقدم دعماً لليبيا، في إشارة إلى شائعات إرسال مساعدات عسكرية للقذافي. وقال: «هذا الخبر غير صحيح على الإطلاق، لسنا منحازين إلى أي طرف في ليبيا، وبالتالي لا صحة إطلاقاً لسفر سفينة من طرطوس إلى ليبيا. نحن لن نقدم دعماً عسكرياً لأي طرف لأننا؛ نتحدث عن حل دبلوماسي وعن وقف لإطلاق النار وعن الحوار بين الطرفين. نحن مهتمون وقلقون من كل قطرة دم ليبية تُسال على الأرض».
وعما تداولته بعض وسائل الإعلام عن طيارين سوريين يشاركون في العمليات العسكرية في ليبيا، قال المعلم: «لا طيارين سوريين ممن يغيرون على مناطق شرق ليبيا. نحن ندعم طموحات الشعب الليبي ولا ننحاز إلى طرف ضد طرف؛ لأن الانحياز يعني مزيداً من سفك الدماء. هذا الموقف أعلن مراراً واليوم أعلنه».
وعن انعكاس الأحداث في المنطقة على تحريك عملية السلام، رأى المعلم «أن هذا العام هو عام فرص لتحقيق السلام أولاً ،لأنه في العام المقبل ستبدأ حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وثانياً بسبب التطورات التي شهدتها المنطقة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم وجود شريك لتحقيق السلام في إسرائيل، وعندما يتوافر هذا الشريك تأكدوا أن سوريا لن تضيع الفرصة».
وفي ما يخص مباحثات الوزيرة ترينيداد خيمينيس مع الأسد، قال المعلم: «كان اللقاء بنّاءً ومثمراً للغاية، تناولا التطورات الراهنة في المنطقة، ومستقبل عملية السلام، كذلك العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، سورية وإسبانيا».
أما الوزيرة الإسبانيّة فقالت إن المباحثات تناولت «التغييرات في المنطقة والإصلاحات التي تجري في الدول العربية»، مشيرة إلى أن «عملية التغيير التي تحصل ضرورية وتدفع لتغيير إيجابي، وهي ضرورية بالنسبة إلى المنطقة». وأضافت: «استطعنا الحديث بنحو مكثف عن عملية السلام والمفاوضات التي تدور بين إسرائيل والفلسطينيين»، مشيرة إلى أن لسوريا دوراً مهماً جداً في عملية السلام واستمرارها.
(يو بي آي، سانا)