خاص بالموقع | اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السلطة الفلسطينية بأنها غير مستعدة لملاقاة إسرائيل بخطوات سياسية مشابهة، تسمح بالتوصل إلى حلول وسط بخصوص قضايا التسوية العالقة. واستغل نتنياهو المؤتمر الصحافي مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا، لمهاجمة السلطة الفلسطينية بشدة، متهماً إياها بأنها تفضل استغلال رد الفعل الدولي لمصلحتها.وأجرى نتنياهو، بحسب مصادر في مكتبه، في الأسابيع الأخيرة اتصالات مع الإدارة الأميركية لبلورة خطوة لاستئناف المسيرة السياسية. وكشفت صحيفة «هآرتس» عن أن مستشار رئيس الوزراء، رون ديرمر، سافر سراً إلى واشنطن والتقى مسؤولين في البيت الأبيض، وبموازاة ذلك وصل إلى تل أبيب المبعوثان الأميركيان دنيس روس وفريد هوف وعقدا مباحثات طويلة مع نتنياهو.
وعن التحول في الموقف من إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، أوضح أحد مستشاري نتنياهو خلفية ذلك بالقول: «تبلور لدى رئيس الوزراء فهم بأن الجمود السياسي لا يعمل في مصلحة إسرائيل، وأن الثورات الشعبية التي تجري في العالم العربي لا تنطوي فقط على تهديدات لإسرائيل، بل تتضمن أيضاً فرصاً ينبغي استغلالها لإعادة تحريك المسيرة السياسية، ووقف المبادرات الفلسطينية الأحادية».
من جهة أخرى، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أمس، أن نتنياهو يعتزم تقديم موعد مبادرته الدبلوماسية حيال الفلسطينيين، بعدما كان من المفترض أن يحصل ذلك في شهر أيار المقبل، على خلفية التدهور السريع لموقف إسرائيل الدولي. وكان من المقرر أن يكشف نتنياهو عن المبادرة خلال خطاب في الكونغرس الأميركي أثناء زيارته الولايات المتحدة في 22 أيار المقبل. لكن الإذاعة أشارت إلى أن زيادة عزلة إسرائيل منذ التوقف التام لعملية السلام، قد تحمل نتنياهو على تقديم موعد زيارته إذا أمكن ذلك.
في السياق نفسه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك نتنياهو إلى «اتخاذ قرار جريء» لإعادة إطلاق عملية السلام بأسرع ما يمكن «بهدف إخراج إسرائيل من عزلتها». وقال إن «مثل هذا القرار يجب أن يتخذ في الأسابيع، لا في الأشهر المقبلة»، مشيراً إلى أن «إعلان ذلك في أيار سيكون متأخراً جداً».
وأضاف باراك أن «العالم لا يقبل أن نستمر في الهيمنة على شعب آخر بعد 43 عاماً»، محذراً من أن «إسرائيل تواجه تسونامي يستهدف شرعيتها من العالم». وأكد عدم وجود تناقض بين قيام دول فلسطينية والمصالح الأمنية الإسرائيلية.
هذا، وأعلن نائب رئيس الوزراء دان مريدور إن معظم أعضاء حزب «الليكود» يؤيدون الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية، الأمر الذي نفته عضو الكنيست تسيبي حوطيفلي. ورأى مريدور أن هذا الانسحاب «مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى»، محذراً من أنه «إذا لم نقم بمبادرة سياسية، فإن العالم كله سيعترف بدولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)