قتل شخص وأصيب 33 آخرون بجراح أمس أثناء محاولة المئات من المتظاهرين اقتحام مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني في إقليم كردستان العراق، للمطالبة بإصلاحات سياسية وخدميه، فيما قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إنه ليس قلقاً على النظام السياسي إثر سلسلة التظاهرات التي تضرب البلاد، محذّراً «من مندسّين يحرفون مطالبهم المشروعة». وقال مصدران طبيّان إن شخصاً قتل وأصيب 33 عندما اشتبك محتجون مع الشرطة في مدينة السليمانية في شمال العراق. وقال شهود إن الاشتباكات وقعت عندما وقف نحو 1000 محتج أمام مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وبدأوا إلقاء الحجارة على المبنى. وأضافوا إن الشرطة فتحت النار صوب الحشد.
كذلك اقتحم متظاهرون غاضبون مبنى ناحية النصر التابع لمحافظة ذي قار، جنوب البلاد، وأضرموا النار فيه. وتأتي هذه التظاهرة المطالبة بالخدمات والقضاء على البطالة ومحاسبة المفسدين وسارقي المال العام وتحسين الظروف المعيشيه وإنعاش البطاقة التموينية، بعد يوم واحد من تظاهرات مماثلة شهدتها مدينة الكوت، مركز محافظة واسط بجنوب بغداد، وأدّت إلى حرق مبنى المحافظة ومجلسها المحلي ومنزل المحافظ وسقوط 3 قتلى وما يزيد على 50 جريحاً من المتظاهرين. وفي السياق، قدّم النائب عن «دولة القانون» جعفر محمد باقر الصدر، نجل المرجع الراحل محمد باقر الصدر، استقالته من عضوية مجلس النواب. وقال مصدر برلماني، إن هذه الاستقالة جاءت احتجاجاً على تردّي الخدمات المقدمة إلى العراقيين وعدم قدرة الحكومة على تقديم أي منجز كبير على هذا الطريق، فضلاً عن التضامن مع المطالبين بهذه الحقوق المشروعه.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الشركة العامة لخطوط السكك الحديد العراقية، جواد الخرسان، أنّ الشركة اتخذت قراراً بوقف عملها في عموم العراق اعتباراً من الاثنين المقبل، بسبب رفض الحكومة منحها قروضاً مالية لتسيير أعمالها. وأكد أنّ نحو «12 ألف موظف يعملون في الشركة سيعتصمون في جميع محطات المدن، كما ستنطلق تظاهرة يوم الاثنين من محطة سكك الحديد الرئيسية في بغداد باتجاه المنطقة الخضراء»، حيث مقر الحكومة العراقية.
في المقابل، قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إنه ليس قلقاً على النظام السياسي إثر سلسلة التظاهرات التي تضرب البلاد، محذّراً «من مندسّين يحرفون مطالبهم المشروعة». وقال المالكي، في مؤتمر صحافي في بغداد، «ليس لدينا قلق من التظاهرات لأنّ النظام السياسي ديموقراطي برلماني والشعب فيه مصدر السلطات». وأضاف إنّ «العراق يستند إلى أرضية صلبة، لذلك حتى الذين يتظاهرون أحياناً من الناس لا يطالبون بإسقاط النظام أو تغييره، لأن من يطالب بإسقاط النظام يعني إسقاط إرادة الشعب». وطالب المالكي المتظاهرين «بعدم السماح للمندسين الذين يحرفون مطالبهم المشروعة ويحولونها الى أعمال شغب»، محذّراً قوات الأمن من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
من جهة أخرى، قال مصدر في الشرطة العراقية إنه «ألقي القبض على اللواء جهاد الجابري قائد فرقة مكافحة المتفجرات منذ خمسة أيام» بتهمة الفساد، مشيراً الى أن «هناك وثائق وأدلة تجريم في ما يتعلق بقضية أجهزة الكشف عن المتفجرات» غير الصالحة. وبدأت الحكومة التحقيقات بعد تقارير أفادت بأن جهاز (ايه. دي. اي. 657) للكشف عن القنابل الذي اشتُري من شركة بريطانية ليس صالحاً.
إلى ذلك، قتل 13 شخصاً وأصيب 35 آخرون بجروح في هجوم بسيارة مفخخة في محافظة ديالى بوسط العراق، حسبما ذكرت مصادر أمنية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)