دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، الجيش الى الاستعداد للحرب على أكثر من جبهة في ضوء «ازدياد قوة المعسكر الراديكالي وضعف القيادة التقليدية العربية». وحذر، في كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسليا للمناعة والامن القومي، أن «العلاقة بين مكونات المعسكر الراديكالي تلزمنا بخوض مواجهة على أكثر من جبهة، وهذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة للجيش، وخصوصاً على صعيد تعزيز القوات وعقيدة تفعيلها».وتناول أشكينازي الصعوبات التي يواجها الجيش في الاستعداد للحروب الجديدة التي قد تنشب، معتبراً أن «طبيعة التهديدات اختلفت»، وبالتالي ينبغي الاستعداد «لا فقط لمواجهة حرب محدودة بل لمواجهة شاملة وواسعة، لأنه ليس من السهل التدريب على حرب محدودة او مواجهة غير تقليدية، او اقل من تقليدية ومرة واحدة نطلب من القوات الانتقال لمواجهة شاملة».
ورأى رئيس الاركان ايضاً ان الحرب باتت تختلف من نواحٍ عديدة عن الحروب السابقة التي خاضتها اسرائيل «كما أن ساحة المعركة تختلف»، لافتاً الى انه «حينما نتوجه اليوم لساحة المعركة لا نرى كتائب، فالعدو يختفي في محيط مدني، ومنطقة شجرية، وفي مناطق طبيعية وتحت الأرض». وأقر ايضاً بأن «التغيير الكبير الذي حصل هو أن الحرب تدور رحاها في عمق دولة إسرائيل».
وأيضاف أشكينازي ان مفهوم خسارة الحرب تغير منذ «حاربت في يوم الغفران»، لجهة انها كانت تعني في ذلك الوقت «خسارة السيطرة على الارض، أما اليوم فيدرك الأعداء أن مواجهتنا في ساحة الحرب التقليدية هي أمر إشكالي بالنسبة لهم».
في مواجهة هذا الواقع المستجد، رأى أشكينازي ان «بناء القوة الاسرائيلية لا يحتاج فقط لسلاح جوي قوي وطائرات (أف – 16 وأم – 16)»، مشدداً على ان الامر «يتطلب منا سلاحاً برياً قوياً واستخبارات أجريت تغييرات كبيرة في طبيعتها».
بموازاة ذلك، حاول أشكينازي طمأنة الجمهور الاسرائيلي بالقول إن «حماس وحزب الله لا يمكنهما احتلال إسرائيل»، داعياً في الوقت نفسه الى عدم الاستخفاف بهما. وفيما رأى اشكينازي ان الجيش «يملك قوة نيران باهرة جداً»، اقر بأن «من غير الممكن الاعتماد عليها لمواجهة حزب الله وحماس»، لافتاً الى انه «لا يمكن حل كل شيء بقوة النيران بل لا بد من امتلاك قوة مناورة برية».
وبخصوص التطورات التي يشهدها العالم العربي، حذر اشكينازي من الواقع الخطر الذي يتبلور في محيط اسرائيل، مشيراً الى ان «المعسكر الراديكالي يتعزز في كل الدول المحيطة بنا، فيما تضعف القيادة العربية التقليدية»، معتبراً ان «هناك مفهوماً مختلفاً للقوة الاميركية». ورأى رئيس الاركان أن «المعسكر الراديكالي في لبنان وتركيا يتعزز». وشدد ايضاً على ضرورة إعداد الجبهة الداخلية إعداداً أفضل مما كان عليه خلال حرب لبنان الثانية»، وخصوصاً أن «الهدوء السائد على طول الحدود مع لبنان يمكن ان يتغير».
وبخصوص مصر، شبه اشكينازي ما يجري هناك بحراك «الصفائح التكتونية»، لافتاً الى ان هذا الامر كان «قبل اندلاع اللهب في مصر، فكم بالحري بعدها». وأضاف أن «السلام مع مصر ذخر استراتيجي لدولة إسرائيل»، معرباً عن امله بأن يسود الاستقرار هناك، لكنه تجنب اطلاق الوعود والتقديرات بالقول إن «من الصعب توقع التطوّرات».