دعوات جديدة خرجت أمس من العراق والبحرين والسعودية إلى التظاهر والإصلاح السياسي، فيما قرر نشطاء في الكويت تأجيل تظاهرة كانت مقررة اليوم إلى الشهر المقبل، بعدما أقدمت السلطات على التجاوب جزئياً مع مطالبهم. ووجهت مواقع إلكترونية عراقية عديدة ونشطاء على موقعي «فايسبوك» و«تويتر»، دعوات للعراقيين من مختلف فئات المجتمع الى الخروج في تظاهرات عارمة يوم الجمعة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في ساحة التحرير بوسط بغداد، في وقتٍ ينوي فيه العراق فرض زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية تصل حتى 80 في المئة لبعض البضائع، وتشمل الفاكهة والخضروات والاجهزة المنزلية وغيرها، ما سيؤدي الى زيادة أسعار المواد المستوردة وخفض القدرة الشرائية للسكان. أما في البحرين، فأطلق ناشطون على شبكة الانترنت دعوات لـ«ثورة» في 14 شباط لتحقيق مطالب عدة، أبرزها تنحي رئيس الوزراء وزيادة المشاركة الشعبية، إلى جانب «الافراج عن جميع المعتقلين فوراً وتعويضهم»، و«إيقاف التجنيس السياسي» وزيادة الرواتب وحل مشكلة البطالة.
وأنشئت صفحة على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي تحت عنوان «ثورة 14 فبراير في البحرين»، طالب من خلالها الناشطون المواطنين بتنظيم مسيرات «سلمية وحضارية» يومية، اعتباراً من الاثنين دون «إحراق الإطارات وتفجير أسطوانات الغاز والتعدي على الممتلكات العامة». كذلك، دعا الناشطون إلى اعتصام مفتوح اعتباراً من الجمعة مع «توحيد لون اللباس» عبر «لبس الأكفان أو اللباس الاسود».
وفي السعودية، واصلت مجموعة من الشبان حملتها على موقع «فايسبوك» للدفع باتجاه تبني إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية في المملكة، بالتزامن مع تأجيل جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية الإضراب عن الطعام المقرر يومي الخميس والجمعة المقبلين، احتجاجاً على مواصلة الاعتقال التعسفي في المملكة، بسبب التطورات التي تشهدها مصر.
وتحدثت مصادر الجمعية عن وجود توجّه إلى تنظيم حملة من أجل دفع الحكومة السعودية إلى إعادة جوازات السفر إلى آلاف السعوديين الممنوعين من السفر «برغم انقضاء المدة القانونية للغالبية منهم والمحددة بخمس سنوات».
في هذه الأثناء، أعلنت مجموعة شبابية تطلق على نفسها اسم «السور الخامس» تأجيل تظاهرة، كانت دعت لتنظيمها أمام مجلس الأمة الكويتي اليوم، مؤكدةً في الوقت نفسه استمرار حملتها المطالبة بإقالة الحكومة.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «الخبر» الجزائرية النقاب عن دعوة وجّهتها وزارة الداخلية إلى المسؤولين المحليين في بلديات العاصمة الجزائرية، بهدف محاورة المنظمات الأهلية لتحديد المطالب الشعبية والاستجابة لها، كخطوة استباقية لاحتواء غضب الشارع على خلفية المسيرة المقررة يوم السبت المقبل، والتي رفضت السلطات منح منظميها الترخيص.
وفي السياق، بدأ موظفو الصحة العمومية أمس إضراباً مفتوحاً عن العمل، حتى تلبية المطالب المهنية للموظفين وإعادة إدماج الممرضين الذين أوقفوا عن العمل بسبب نشاطهم النقابي».
في هذا الوقت، دعا المفوض الاوروبي لشؤون توسيع الاتحاد، ستيفان فول، المغرب إلى الحرص على توزيع مكاسب التنمية الاقتصادية «على كل الشعب المغربي». وبعد أن تطرق إلى «الدروس الواجب استخلاصها» مما جرى في تونس، أشار إلى انه «لا يجوز أن تقلل التنمية من اهمية التطلعات المشروعة للشباب في الحصول على العمل وعلى حرية التعبير».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة، أجراه معهد «غالوب»، أن 82 في المئة من الأميركيين يتعاطفون مع المتظاهرين في مصر الذين يطالبون بالتغيير. وتبيّن أن الديموقراطيين أكثر تأييداً للمتظاهرين مقارنة بالجمهوريين أو المستقلين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)