غزة ــ اعترض فلسطينيّون غاضبون وأهالي أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيارة وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري، أمس، فور دخولها قطاع غزّة عبر معبر بيت حانون «إيرز». وتجمهر العشرات من هؤلاء حول سيارة الوزيرة الفرنسية، وأخذوا يضربون بأيديهم سقف السيارة رباعية الدفع التي تقلّها، وسط صيحات غاضبة ولافتات باللغتين الإنكليزية والفرنسية تطالبها بالخروج فوراً من غزّة. لكن إليو ماري أصرّت على مواصلة طريقها نحو غزة، ورفضت الانصياع لغضب المحتجّين بالخروج. المحتجّون الغاضبون منعوا الوزيرة الفرنسية من مغادرة مستشفى زارته لفترة قصيرة. رشقوا سيارتها بالأحذية والبيض، قبل أن تتدخّل قوّات من الشرطة التابعة للحكومة المقالة التي تديرها «حماس» وتفتح لها طريق الخروج.
وكانت مؤسسات إعلامية تابعة لـ«حماس» قد استبَقت زيارة إليو ماري، وهي الأولى لها للشرق الأوسط منذ تولّيها منصبها في تشرين الثاني الماضي، بدعوة الصحافيين إلى مقاطعتها احتجاجاً على تصريحات نسبت لها تقول إن استمرار أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ أربعة أعوام «جريمة حرب».
وقال فلسطينيون شاركوا في الاحتجاج على زيارة الوزيرة الفرنسية إنها عدّت أسر «المجرم» شاليط «جريمة حرب»، لكنها تناست معاناة نحو ثمانية آلاف أسير في سجون الاحتلال.
ورفض القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان تصريحات إليو ماري، وسياسة الكيل بمكيالين التي اتّبعتها من خلال تذكّرها شاليط وتناسيها آلام الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم. وحثّ فرنسا على إعادة النظر في مثل هذا الموقف الذي لا يخدم دورها في المنطقة.
وكانت إليو ماري قد زارت أسرة شاليط أول من أمس. وكعادة من سبقوها إلى زيارة غزة، لم تلتق أياً من قادة حركة «حماس» أو وزراء ومسؤولين في الحكومة. ومن المركز الثقافي الفرنسي، حيث اختتمت زيارتها القصيرة، دعت إليو ماري «إسرائيل» إلى رفع الحصار عن غزّة، وقالت «باسم قيَم الحرية والكرامة التي تجمعنا ندعو إلى رفع الحصار عن قطاع غزة»، محذّرة من أنّ «الحصار يولّد الفقر ويغذّي العنف». وأشارت إلى اتخاذ إسرائيل إجراءات لتخفيف الحصار، قائلة «إنها إيجابية لكن يجب أن تكون أبعد من ذلك». وأضافت إليو ماري أن «فرنسا تعبّر عن التضامن مع غزة عن طريق المبادرات واللفتات السياسية»، مؤكدة التزام باريس إعادة بناء غزة وتنمية القطاع. وقالت إن «انعدام الأمن الغذائي وتفاقم البطالة ومشكلات الحصول على المياه والكهرباء هي الواقع اليومي للحياة في غزة، أعرف ذلك»، مضيفة «إزاء هذه الصعوبات، فإن مساعدتنا ليست مجرّد الكلام. نحن قدّمنا للشعب الفلسطيني مبلغ 68 مليون يورو و30 في المئة من هذا المبلغ يذهب لغزة».
وأكدت إليو ماري التزام فرنسا حلّاً سلميّاً للنزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، وقالت إن «موقف فرنسا لم يتغير، فالسلام يكون عبر إنشاء الدولة الفلسطينية، وغزّة جزء لا يتجزّأ منها». وأضافت «يجب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلّة».