أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، خلال زيارته رام الله، أول من أمس، على ضرورة دعم فلسطين مادياً وسياسياً، لكنه لم يعلن والوفد المرافق له عن أي معونات عربية للسلطة الفلسطينية، التي تقبع تحت ضغوط مالية هائلة بعد وقف دولة الاحتلال الإمدادات المالية التي تأتيها عن طريق الضرائب، إثر الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة.
وقدم العربي، ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، الذي يرافقه، التهنئة لحصول الفلسطينيين على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة، لكنهما لم يقدما وعوداً بشأن الأموال التي تشتد حاجة السلطة الفلسطينية اليها.
وقال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع كامل ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مدينة رام الله، «لا بد من الإقرار بأن فلسطين بحاجة إلى دعم مادي وسياسي، وأنا ذكرت المادي قبل السياسي، لأن السلطة لا تستطيع أن تباشر مهماتها وهي بهذا الوضع المالي». وتابع قائلاً «الدول العربية قررت في قمة بغداد شبكة أمان قيمتها مئة مليون دولار شهرياً، وأقولها، بكل أسف، إنه لم يتحقق شيء منها حتى الآن».
وتكافح السلطة الفلسطينية من أجل الحصول على دعم عربي لتعويض عجز يصل إلى 100 مليون دولار، ناجم عن عقوبات إسرائيل في أعقاب التحرك في الأمم المتحدة.
وأضاف العربي إن «هناك خطة عربية بُحثت مع الرئيس عباس حول كيفية التحرك السياسي العربي المشترك ما بعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقبة، لتنفيذ انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967». واضاف «إن موضوع فلسطين سيعود الى مجلس الامن بتأييد كامل وشامل من الدول العربية، واتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي». واوضح أن «جميع وزراء الخارجية العرب أكدوا استعدادهم للحضور الى رام الله خلال الايام أو الاسابيع المقبلة».
بدوره، ركز وزير الخارجية الفلسطيني على الوضع المادي الخانق للسلطة الفلسطينية، وقال ان عباس «أشار إلى صعوبة الوضع الاقتصادي للسلطة الوطنية، وانه كان يتمنى أن يتم الالتزام بشبكة الأمان العربية، وإن الوضع المادي سيؤثر في تحرك السلطة».
واضاف إن عباس تحدث مع العربي وعمرو «عن التصعيد الإسرائيلي والإجراءات الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية وعزل القدس، ومخطط «إي ــ1» الاستيطاني، وكذلك عن الإجراءات والخطوات التي ستقوم بها السلطة».
وزير خارجية مصر، من جهته، تطرق إلى الحملة التي قامت بها مصر لتأييد فلسطين ودعمها في الامم المتحدة، معتبرا ذلك «واجبا لا منّة»، ومشددا على أن «العالم يعترف بأن ارض فلسطين محتلة لا متنازع عليها». وأوضح عمرو أنّه «يحمل رسالة من الرئيس المصري محمد مرسي يدعو فيها الرئيس محمود عباس لزيارة القاهرة في أقرب وقت ممكن»، معرباً عن الأمل بان تكون هذه الزيارة مناسبة للاعلان عن «بدء مشروع المصالحة (الفلسطينية) الذي أخذته مصر على عاتقها».
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)