فشلت مساعي السلطات العراقية في تهدئة غضب المتظاهرين العراقيين الذين يواصلون احتجاجاتهم المستمرة منذ أسبوع على أثر اعتقال عناصر من فريق وزير المالية رافع العيساوي، القيادي في القائمة العراقية.
وهاجم مئات المحتجين في الرمادي، الذين يواصلون منذ أسبوع قطع الطريق الدولي الذي يصل العاصمة بغداد بالأردن وسوريا، نائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، بالحجارة وأجبروه على الفرار، بعدما زار المحتجين في محاولة لنزع فتيل التوتر الطائفي.
وأفاد مراسل «فرانس برس» بأنه لدى صعود المطلك الى منصة الخطابات، انطلقت صيحات من قبل عدد من المتظاهرين تصفه بالـ«خائن»، قبل أن يعمدوا إلى قذف زجاجات المياه والحجارة والأحذية
تجاه المنصة، ما أجبر المطلك على النزول منها. وبعدما أحاط المحتجون بالمطلك، أطلق عناصر حمايته النار في الهواء لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة شخصين.
وعلى الأثر، هرول المتظاهرون خلف المطلك لمسافة كيلومتر، بعدما فصلوا بينه وبين موكب سياراته قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها بإطلاق النار في الهواء وإنقاذ
المطلك.
وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه وأصيب بنزف. لكن المتحدث باسم المطلك في بغداد أكد أن القيادي في قائمة العراقية سليم.
وكان المحتجون قد قطعوا الطريق الدولي منذ الأحد الماضي مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح «الأبرياء من السجون».
وقال سعيد اللافي، وهو متحدث باسم المحتجين لـ«رويترز»، «الآن فقط، وبعد مرور سبعة أيام على التظاهرات يأتي المطلك ليشترك معنا. جاء لتقويض
التظاهرة».
وفي مدينة الموصل في شمال البلاد، دعا مجلس المحافظة إلى إضراب مدته ثلاثة أيام اعتباراً من يوم الجمعة المقبل للضغط على بغداد للإفراج عن سجينات والتوقف عما يصفونه «استهداف السياسيين السنة».
وبدأت الاحتجاجات إثر اعتقال قوة خاصة 150 عنصراً من فريق حماية وزير المالية رافع العيساوي، قبل أن تفرج عنهم وتبقي على تسعة فقط. وفيما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يوم الجمعة الماضي، في كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أميركي العراق، المحتجين الى الحوار والابتعاد عن «قطع الطرق والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق»، اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة لحماية التظاهرات.
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى لـ«فرانس برس» «اتخذنا إجراءات أمنية مشددة لحماية المتظاهرين». وأضاف «لدينا معلومات مؤكدة أن هناك مندسّين يحاولون إثارة فتنة بين المتظاهرين والقوات الأمنية»، مشيراً إلى أن «تنظيم القاعدة يحاول استغلال هذه الظروف من أجل إدخال أسلحة ومندسّين إلى داخل هذه التظاهرة للنيل من الوحدة الوطنية».
إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل فرحان منير مدير بلدية القيارة في هجوم مسلح جنوب مدينة الموصل أمس،
فيما نجا نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري وأحمد زيدان خلف العبيدي رئيس المجلس البلدي لناحية الرياض في هجومين منفصلين أسفرا عن إصابة ستة أشخاص.
(أ ف ب، رويترز)