رام الله - هي المرّة الأولى التي يزور فيها الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الضفة الغربية، لكنه لن يكون على رأس وفد كبير لوزراء الخارجية العرب، كما كان مقرراً، إذ لن يرافقه سوى وزيري خارجية الأردن، ناصر جودة، ومصر، محمد كامل عمرو، ما يعكس احتمال وجود ضغوط لمقاطعة فلسطين وحرمانها الإمدادت المالية.
ويصل الوفد الى رام الله، اليوم، على متن طائرة مروحية أردنية، في زيارة تستغرق عدة ساعات للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية. وأكّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أنّ «أسباباً مختلفة حالت دون أن يضم الوفد المرافق للعربي عدداً أكبر من وزراء خارجية العرب كما أُعلن سابقاً، واتُّفق على أن يُعَدّ لزيارة أخرى لوفد من الجامعة العربية، على أن يضم عدداً أكبر من وزراء الخارجية العرب».
لكن مصدراً فلسطينياً مطّلعاً كشف لـ«الأخبار» أن «تبايناً في المواقف السياسية بين السلطة الفلسطينية ودول عربية منع أن يضم وفد نبيل العربي العديد من وزراء الخارجية العرب، وخصوصاً أن السلطة الفلسطينية كانت تسعى إلى أن يضم الوفد أكبر عدد ممكن من وزراء الخارجية على غرار الوفد الذي كان قد زار قطاع غزة في تشرين الثاني الماضي وضم عشرة وزراء خارجية عرب ووزير الخارجية التركي، غير أنها لم تتلق مواقف إيجابية لتحقيق ذلك».
وتجدر الإشارة الى أن زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى رام الله، التي كانت مقررة نهاية الشهر الجاري، هي الأخرى أعلن تأجيلها إلى أواخر شهر كانون الثاني المقبل، بسبب ارتباطات مسبقة للأمير القطري، بحسب مصادر قطرية.
وأشار المالكي الى أن اللقاء سيركز كذلك على ضرورة بدء تنفيذ قرار الجامعة العربية بتوفير شبكة أمان عربية للسلطة الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار شهرياً لمساعدتها على تجاوز أزمتها المالية بسبب نقص المساعدات وحجز إسرائيل لعائدات الضرائب الفلسطينية. كذلك سيُبحث قرار لجنة المتابعة العربية بتشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر ومشاركة الأمين العام للجامعة وعضوية الدول التي ترغب في ذلك، لإجراء مشاورات خلال الشهر المقبل مع مجلس الأمن، والإدارة الأميركية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي للاتفاق على آليات تنفيذ مبادرة عربية لإعادة إطلاق المفاوضات وفق إطار زمني محدد.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإنه سيجري التطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وخاصة عمليات الاستيطان والتهويد التي تقوم بها قوات الاحتلال، وسبل استئناف الحوار الداخلي الفلسطيني لإتمام اتفاق القاهرة بخصوص المصالحة الفلسطينية.
في غضون ذلك، دعا تجمع «فلسطينون من أجل الكرامة» إلى المشاركة في التظاهرة أمام مقر المقاطعة في رام الله اليوم لمناسبة زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية ودعماً ونصرة للأسرى والمعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، وخاصة الأسيرىن اللذين أعادت قوات الاحتلال اعتقالهما، سامر العيساوي وأيمن الشراونة، بعدما أُفرج عنهما في صفقة «وفاء الأحرار» (شاليط). وبحسب التجمع، فإن التظاهرة هي لإيصال رسالة إلى العربي بضرورة سحب المبادرة العربية للسلام والعمل الجاد والفوري لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسرى المضربون عن الطعام.
وتأتي زيارة العربي على وقع تهديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجدداً بحل السلطة اذا استمر الجمود الحالي بعملية السلام مع اسرائيل، واستمر رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو بسياسات البناء الاستيطاني بالضفة الغربية، وحجز أموال الضرائب، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 22 كانون ثاني المقبل.
وقال عباس، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» العبرية، انه اذا لم يتحقق اي تقدم بعد الانتخابات الاسرائيلية المقبلة «سأرفع سماعة الهاتف واتصل برئيس الحكومة الاسرائيلي وسأقول له: اجلس مكاني على هذا الكرسي وتسلم المفاتيح وستكون انت المسؤول عن السلطة الوطنية». واضاف: «حينها سيكون على نتنياهو ان يقرر بين نعم أو لا ساعة تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة».
بدوره، دعا رئيس حزب «اسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الرئيس عباس الى تنفيذ تهديده باعتزال الحكم، لأنه العقبة في طريق السلام على حد وصفه، وبقائه في السلطة سيوصل «حماس» إلى الحكم في الضفة الغربية.