بعد أكثر من شهر على انتهاء العدوان على قطاع غزة، الذي حمل اسم «عمود السحاب»، كشف وزير حماية الجبهة الداخلية، آفي ديختر، أمام مؤتمر مغلق عقد في الأيام الأخيرة، أن كلفة الصواريخ الاعتراضية التي أطلقتها القبة الحديدية، وصلت إلى 100 مليون شيكل (قرابة 27 مليون دولار).
وفي الوقت الذي يدور فيه سجال داخل المؤسسة الإسرائيلية بين كلفة وجدوى كل من خياري الدفاع والهجوم في التعامل مع الخطر الصاروخي، عرض ديختر، أمام ضباط «الجبهة الداخلية» والشرطة وممثلي السلطات المحلية، ما جرى استخلاصه من عبر من عملية «عمود السحاب».
وفي محاولته التسويق لأولوية توفير الموازنة المطلوبة لخطة توزيع المزيد من بطاريات القبة الحديدية في أنحاء البلاد، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن رئيس مشروع القبة الحديدية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية، قوله إنه لو كان لدى إسرائيل صواريخ لاعتراض الصواريخ، خلال الحرب على لبنان عام 2006، لبلغت كلفتها نحو 50 - 100 مليون دولار، لكن ديختر حذّر من أنه في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على تحسين قدراتها الدفاعية، لا يقف الطرف الثاني مكتوف الأيدي. وأشار إلى أن «دقة الصواريخ (لديهم) ترتفع». ولفت إلى أنه في كل السيناريوهات التي تتحدث عن هجمات على الجبهات الداخلية، سواء من لبنان أو من قطاع غزة، «يجب ضمان عدم تلوث الضفة الغربية بقدرات صاروخية كهذه»، بحسب تعبيره. وأكد أن لبنان وغزة يعملان على تحسين قدراتهما، وأنه في كل مرة تنتهي فيه المعركة على خط بداية جولة القتال التالية.
وضمن سياق المقارنة بين ما سماه ديختر «ارهاب العمليات» و«الإرهاب الصاروخي» في العقد الماضي، خلص إلى أنّ من المفضّل مواجهة 1500 صاروخ في «عمود السحاب» على العمليات التي أسقطت أكثر من ألف قتيل خلال سنوات معدودة، حيث يمكن توزيع العبء بين كل الأجهزة العملياتية مثل الشاباك والجيش، وأيضاً بين الأجهزة الدفاعية، مثل القبة الحديدية، التي تحول دون مئات الاصابات المباشرة .
وتشير معطيات سلاح الجو الإسرائيلي إلى أنه أُطلقت 1506 صواريخ باتجاه إسرائيل، إلا أن خمس بطاريات من «القبة الحديدية» نجحت باعتراض 421 صاروخاً بنسبة نجاح وصلت إلى 84 في المئة. ونسبة الدقة في إطلاق الصواريخ لدى الفصائل الفلسطينية بلغت، بحسب المعطيات الإسرائيلية، 7 في المئة فقط.