حذّر رئيس مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، اللواء عاموس يادلين، أمس، من أن «تفقد اسرائيل العالم بفضل ضياع حصانتها الأخلاقية»، وبما يؤدي الى «عدم تمكن اقتصادها من الصمود»، مشدّداً على ضرورة المبادرة الى خطوة تؤدي الى إقامة دولة فلسطينية، لافتاً الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يستخف بكل العالم». وقدَّر يادلين، الذي كان يتولى رئاسة الاستخبارات العسكرية، «أمان»، أمام مؤتمر مجلة «كلكليست»، أن «الاستراتيجية التي طوَّرها جيراننا هي عدم الوصول الى سلام مع اسرائيل» التي ينبغي عليها أن «تحدّد مصيرها بيدها، دون أن ترتبط بموافقة الفلسطينيين». وذكّر بضرورة إيجاد «دولة يهودية ديموقراطية في الحدود التي وضعناها لأنفسنا». ودعا الى طرح خطة بيل كلينتون في العام المقبل «الذي للأسف سيرفضها الفلسطينيون، على خلفية أن هذا الطرح سيعيد لنا الشرعية التي فقدناها».
في موازاة ذلك، لفت يادلين الى «أننا تحدثنا هذا الصباح وكأن إيران ليست موجودة، وكأن الموضوع المهم جداً لسوريا ليس موجوداً، وكأن حزب الله لا يواصل التسلح». وقال إنه «بالرغم من أن مصر نجحت في اختبار «عمود السحاب»، لكن ليس بالضرورة ان يستمر هذا الامر في عام 2013»، لافتاً الى أن «احتمال نشوب حرب أخرى في السنة المقبلة منخفض»، قبل أن يستدرك بالقول إنه «ليس صفراً».
ورأى يادلين أن الاسرائيليين يميلون عادة الى أن يكونوا في حالة من اثنتين «إما النشوة أو الفزع»، واصفاً هذا الأمر بأنه «نوع من الكبت وإشكالي جداً». كذلك تناول يدلين التهديد النووي الايراني واقترح استنفاد الخطوات السياسية قبل شن عملية عسكرية، مضيفاً أنه في حال «أرجع اقتراح الحل الوسط الاميركي ساعة أجهزة الطرد المركزي نصف سنة الى الوراء، فهذا إنجاز مهم»، لكنه عاد وأوضح بأن نجاح هذا الأمر «ليس مؤكداً»، مُقدِّراً أن يتصرف الأميركيون وفق هذه الرؤية، خاصة أنه «هكذا ينبغي إدارة استراتيجية».
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن تقريراً داخلياً لوزارة الخارجية الاسرائيلية حذَّر من أن يحاول الاتحاد الاوروبي فرض تسوية سياسية على إسرائيل، في حال أصرّت الحكومة الاسرائيلية على موقفها. وأضافت «هآرتس» أن التقرير أتى نتيجة مداولات طويلة في وزارة الخارجية في مختلف الاقسام الخارجية، لبلورة التقديرات الخاصة بمكانة إسرائيل الدولية خلال العام المقبل، وشبكة علاقاتها مع الدول المختلفة، استناداً الى معطيات إسرائيل في العام الحالي.
ويؤكد الطاقم المهني المعني بالتقرير، الذي ستنتهي مداولاته خلال أسبوع ويتوج بتقرير رسمي يسلم الى نتنياهو ووزير خارجيته الجديد، بعد الانتخابات النيابية، أن مكانة إسرائيل قد تراجعت وتضررت في السنوات الأربع الاخيرة، ولا سيما على صعيد مكانتها في أوروبا وأمام الاتحاد الأوروبي، بسبب جمود عملية التسوية والخلافات في الرأي بين اسرائيل وهذه الدول حول مسألة الاستيطان والمستوطنات، على خلفية التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب.
ويعتبر التقرير أن النشاط الاوروبي ضد المستوطنات يأخذ زخماً أكبر ولا يكتفي فقط بالتعقيب أو الرد على الخطوات التي تعلنها إسرائيل في هذا المجال، متوقعاً أن يواصل الأوروبيون استنكار وإدانة البناء في المستوطنات، بل والعمل على تحديد توزيع وتسويق منتجات المستوطنات في دول الاتحاد الاوروبي.
ونقلت «هآرتس» عن موظف رفيع المستوى قوله إن التقرير يؤكد أن الحكومة الاسرائيلية المقبلة ستكون مضطرة إلى مواجهة ضغوط أوروبية ثقيلة لدفعها نحو التقدم في المسار السياسي مع الفلسطينيين. وتحذر الخارجية الاسرائيلية من سيناريو يتحدث عن محاولة الاتحاد الأوروبي أن يفرض على إسرائيل والفلسطينيين تسوية سياسية خارج إطار المفاوضات بين الطرفين.
إلى ذلك، تواصل إسرائيل هجمتها الاستيطانية على القدس المحتلة ومحيطها القريب. وبعدما أُعلن خلال الأسبوع الماضي إقرار خطط لإنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية في مناطق محاذية للمدينة من جهتي الجنوب والشمال، ذكرت «هآرتس» أمس أن «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» في القدس المحتلة وافقت على خطة لتوسيع حي «جيلو» الاستيطاني عبر إضافة 1000 وحدة سكنية إليه. وقالت الصحيفة إن إقرار الخطة حصل الخميس الماضي، إلا أن اللجنة تلقت طلباً بتأجيل إعلانها لبضعة أيام كي لا تلحق ضرراً سياسياً بإسرائيل.