تونس | كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، خالد طروش، في تصريح لإحدى الإذاعات التونسية الخاصة، عن إلقاء القبض على مجموعة مسلحة تنتمي إلى تيار السلفية الجهادية، وذلك بعد تمكن وحدات الأمن من إيقاف سيارة قرب الحدود التونسية الجزائرية، وتحديداً في مدينة فرنانة من محافظة جندوبة. وأكد طروش أن هذه المجموعة كانت ضالعة في تجنيد شبان للالتحاق بالمجموعات الإرهابية المتمركزة على الحدود الوعرة بين تونس والجزائر والمنتمية إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وأعلن أنه تم العثور مع المجموعة على مسدس و25 طلقة و10 كلاشنكوفات وأسلحة بيضاء وأزياء قتالية وخرائط. المجموعة كانت محلّ رصد من القوى الأمنية التونسية التي تعقّبتها خاصة بعد المواجهات مع مجموعة مسلحة قادمة من التراب الجزائري، وتحديداً في منطقة بوشبكة الحدودية الأسبوع الماضي.
وتزامن الكشف عن هذه المجموعة بالعثور على كمية أخرى من السلاح في منطقة قريبة من مدينة ذهيبة على الحدود الليبية وفيها صواعق كهربائية وبنادق صيد مجهزة بمناطيد، كذلك عثر قبل ذلك بأيام على مجموعة من أسلحة صيد في حافلة ركاب عمومية كانت متجهة من مدينة تطاوين في الجنوب الشرقي إلى العاصمة.
تواتر هذه الأحداث يؤكد مخاوف التونسيين من أن تتحول بلادهم المعروفة بأمنها وهدوئها إلى مركز للمجموعات الإرهابية العنيفة. وكان وزير الداخلية علي العريض قد صرح في الربيع الماضي لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بأن المواجهة مع السلفيين قادمة، وذلك بعد اكتشاف مجموعة «بئر علي بن خليفة» التي كانت تنوي إعلان «إمارة إسلامية» في البلاد على حد قول الوزير آنذاك. كما صرح الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي، في وقت سابق، بأن المجموعات المتشددة حصلت على أسلحة من ليبيا بعد سقوط النظام الليبي السابق.
ولا يكاد يمر شهر أو شهران منذ سقوط النظام التونسي السابق، المعروف بقدراته الاستخبارية العالية، دون الكشف عن محاولات لتهريب السلاح أو العثور على أسلحة، مثلما حدث في مدينة سليانة في 2011 عندما تمكن مسلحان من الفرار بعد اكتشاف أمرهما وسقط شهيدان من الجيش والحرس في المواجهة، كما تمكنت مجموعتان أيضاً في 2011 من الفرار بسيارات محملة بالسلاح يشتبه في قدومها من ليبيا باتجاه الجزائر من مطاردة الأمن التونسي في منطقتي الفوار وقصر غيلان من محافظة قبلي الصحراوية. يضاف إلى ذلك اكتشاف وحدات الجيش مجموعة مسلحة على الحدود التونسية الليبية نجحت قوات الجيش في تدميرها، وقد أدت هذه المحاولات المتتالية إلى اختراق الحدود التونسية من الجهة الجنوبية وإلى إعلانها منطقة عسكرية مغلقة للتصدي للمجموعات المتشددة القادمة من ليبيا.
لا يبدو الوضع اليوم في تونس خطيراً، فالوحدات الأمنية والعسكرية أكدت جاهزية عالية في التصدي لهذه المجموعات، لكن ما يخشاه التونسيون أن تكون هناك مجموعات نائمة تنتظر الساعة الصفر لارتكاب عمليات إرهابية وقد تكون تسللت في الأيام الأولى للثورة عندما كانت البلاد غارقة في الفوضى والأداء الأمني مشلول.
يذكر أن الداخلية التونسية معروفة في المنطقة بجاهزيتها العالية في تتبع المجموعات المتشددة وملاحقتها ونجاعة تدخلاتها قبل التنفيذ في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويرى عدد من المتابعين للشأن الأمني في تونس أن الجهاز الأمني حافظ على الكثير من فعاليته، رغم كل التجاذبات التي عاشتها تونس خلال عامين وهو ما يبعث على الاطمئنان والتفاؤل رغم تواتر أنباء العثور على السلاح، وهو شيء لم يألفه التونسيون بالمرة.