انتقد الائتلاف المعارض وجماعة الاخوان المسلمين في سوريا، بالإضافة إلى قائد في «الجيش الحر» إدراج الولايات المتحدة «جبهة النصرة» على لائحة الارهاب، وطالبوا بإعادة النظر في القرار. فيما تواصلت التفجيرات والاشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا، وأبرزها ثلاثة تفجيرات استهدفت وزارة الداخلية في دمشق. ودعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها إدراج «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب. وقال الخطيب إنّ «القرار باعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم إعادة النظر فيه»، مؤكداً أنّ «كلّ بنادق الثوار هدفها إسقاط النظام المجرم» في سوريا. وأضاف الخطيب: «قد نختلف مع بعض الجهات في أفكارها ورؤيتها السياسية، لكنّنا نؤكد أنّ كل بنادق الثوار هدفها إسقاط النظام المجرم». وتابع: «كون الحراك العسكري اسلامي اللون بمعظمه شيء إيجابي».
كذلك أدان رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب، التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي القرار، مؤكداً أنّ «جبهة النصرة لم تقم بأيّ عمل مدان أو غير قانوني ضدّ أيّ دولة اجنبية وعناصرها يحاربون حالياًَ إلى جانبنا». ورأى أنّ على الولايات المتحدة أن «تضع أسماء مسؤولي النظام السوري على لائحة المنظمات الارهابية»، مشيراً إلى «أنهم ينفذون مجازر في حق المدنيين، ويدمرون المساجد والمنازل».
بدورها، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين القرار الأميركي بإدراج «الجبهة» على لائحة المنظمات الإرهابية، واصفةً إيّاه بأنّه «إجراء متعجل وخاطئ ومستنكر». وأفاد بيان صادر عن الجماعة: «إنّنا في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا نرى في اقدام بعض الدول على تصنيف قوى ثورية على الأرض السورية في عداد المنظمات الارهابية اجراءً متعجلاً وخاطئاً ومستنكراً». ووجد البيان الإجراء الأميركي «مناقضاً لدعم مشروع الحرية والكرامة الإنسانية».
وجاء في البيان أنّه «يجب أن يبقى التوافق الدولي الرسمي والشعبي على إدانة الإرهاب، وأيّ محاولة لوسم أو وصم الأفراد أو المجموعات بالإرهاب على خلفيات ثقافية أو فكرية تنطلق من المعايير المزدوجة، ستدخل الضيم والضعف على الموقف الإنساني العام الرافض للإرهاب بكل صوره وأشكاله».
ميدانياً، استهدفت ثلاثة انفجارات، أحدها ناتج من سيارة مفخخة، وزارة الداخلية السورية في منطقة كفرسوسة في غرب دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. بينما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس» بأن التفجيرات أدت إلى وقوع سبعة قتلى و50 جريحاً. وأكد التلفزيون الرسمي أنّ وزير الداخلية محمد الشعار وكبار موظفي السفارة هم جميعاً بخير.
في موازاة ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنّ «ارهابيين فجروا عبوتين ناسفتين زرعوهما في منتصف الطريق عند مدخل حيّ القريات في مدينة جرمانا بريف دمشق، ما أدّى إلى استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين بجروح».
وفي خبر آخر، أفادت الوكالة بأنّ «ارهابيين فجروا عبوتين ناسفتين ألصقوهما بسيارتين خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية».
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات قرب مطار دمشق، وفي حيّي الحجر الأسود والتضامن في جنوب العاصمة، حيث قتل رجلان في قذيفة على مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وفي محافظة دير الزور، وقعت اشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري وفي مدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل 11 مقاتلاً معارضاً، بحسب المرصد.
في سياق آخر، يلفّ الغموض الحادث الدموي الذي وقع، أولّ من أمس، في بلدة عقرب في محافظة حماة. وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ «السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنّ مقاتلين معارضين طلبوا من عائلات علوية تقطن مباني عدة في بلدة عقرب الخروج منها، وأنّ وفداً مؤلفاً من رجلي دين وعسكري متقاعد توجّه إلى المباني المذكورة لإقناع هؤلاء بالمغادرة».
وخلال المفاوضات، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين ومسلحين داخل المباني، ترافقت مع سلسلة انفجارات لم يعرف سببها، ما سبب مقتل وجرح أكثر من مئة شخص. وأشار المرصد إلى أنّه «تمكّن من توثيق أسماء تسعة قتلى، هم ستة علويين، ومقاتلان معارضان ورجل دين». وما زاد من الغموض أنّ الإعلام الرسمي السوري لم يأتِ على ذكر هذه الحادثة. واكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن تنقل عن مصدر عسكري في المنطقة الوسطى نفيه حصول أيّ مجزرة في عقرب.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)