اعترف المشاركون في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» بالائتلاف السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري، في وقت شدّدت فيه كلمات المشاركين السوريين على تسليح المعارضة، فيما ركّز الباقون على «الجانب الإنساني». وأعلنت مجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، خلال اجتماعها في مدينة مراكش المغربية، بمشاركة أكثر من 120 دولة، أنّها تعترف بائتلاف المعارضة السوري «ممثلاً شرعياً» للشعب السوري. وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، بعد انتهاء لقاء المجموعة، «إنّ الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية حصل على اعتراف كامل باعتباره ممثلاً للشعب السوري». وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، دعا رئيس الائتلاف، معاذ الخطيب، العلويين في بلاده إلى القيام بعصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد. وقال «أوجّه رسالة مباشرة إلى الإخوة العلويين، ونقول بكلّ صراحة إنّ الثورة السورية تمدّ يديها لكم، فمدّوا أيديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام، فقد ظلمكم كما ظلمنا». ومضى يقول «إنّنا نحمل المجتمع الدولي، وخاصة روسيا، كامل المسؤولية في حال استخدم النظام الأسلحة الكيميائية ضد شعبنا». وطالب النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سوريا، كما طالب قيادة حزب الله بسحب أيّ مقاتلين لها إن وجدوا في سوريا».
من جهته، قال وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، في الاجتماع، إنّ «حكم الأسد انتهى بعد الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهراً، والتي تقدمت خلالها المعارضة إلى أطراف دمشق». وأضاف «اجتماعنا هذا له طابع وأهمية استثنائية، لأنّه ينعقد في وقت أوشك فيه شعب سوريا الشقيق على استكمال نصره وتحقيق تطلعاته المشروعة، والتي بذل من أجلها الدماء والأرواح وقدّم في سبيلها أغلى التضحيات». ورأى أنّ «واجبنا الإنساني والأخلاقي يدعونا كذلك إلى أن نقدّم الدعم والمساندة وبكل الوسائل المشروعة لمن يقاتلون ضد الظلم والقهر، ومن أجل الحرية والكرامة الإنسانية». ودعا إلى مساعدة السوريين العاديين، بمن فيهم اللاجئون، الذين قال إنهم يعيشون في ظروف مأساوية مع حلول الشتاء، واقترح عقد مؤتمر دولي للمانحين. وأضاف «قوى المعارضة تفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد وسلطة النظام وسطوته تتهاوى وتتلاشى، ولم يعد له إلا الطائرات ليروّع بها المواطنين الأبرياء، والدبابات ليقصف بها المساكن والمدارس وحتى المستشفيات»، معتبراً أنّ النظام الحاكم في سوريا «قد انتهى بالفعل».
وحثّ حمد مجلس الأمن الدولي على فرض وقف لإطلاق النار، وتأمين انتقال السلطة. وقال «لم يعد هناك مجال أو إمكانية لأيّ حوار مع نظام فقد شرعيته ومقومات بقائه، وأصبح جزءاً من الماضي».
من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه كسب المعركة ضد انتفاضة تطالب بخلعه، ويتعيّن عليه إنهاء الأزمة. وقال هيغ، في ختام المؤتمر، «حان الوقت لأولئك الموجودين في النظام لاتخاذ قرار بوضع حدّ لما يحدث. أقول لهم تعرفون أنّكم لن تنجحوا». كذلك رأى أنّ الاعتراف الجماعي، الذي حصل عليه الائتلاف، يمثّل «تقدماً حقيقياً». وأضاف أنّ «النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة». وتابع «في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلّح، بل سيركّز على المساعدات الإنسانية».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنّ من السابق لأوانه أن تقدّم فرنسا السلاح إلى مقاتلي المعارضة السورية، معتبراً أنّه «في الوقت الراهن قرّرنا عدم التحرك بهذا الشأن. سنرى خلال الأشهر القليلة المقبلة».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، خلال الاجتماع، تقديم بلاده دعماً قدره 100 مليون دولار للائتلاف المعارض. وأضاف أنّ هذا الدعم «لا يشمل بالطبع المساعدات الشعبية المستمرة»، معبّراً عن أمل بلاده بأن «تساهم الدول المشاركة بسخاء في هذا المجال، وهو أقل ما يمكن عمله للتخفيف من معاناة الشعب السوري».
في السياق، قال رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، في مقابلة تلفزيونية، «إنّ المعارضة تقول بصراحة وبصوت عال إنّه إذا أصبح هذا اللقاء الرابع تكراراً للقاءات الثلاثة الماضية، فسيشكّل ذلك خيبة أمل كبيرة للسوريين». وأضاف: «آن الأوان لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته كاملة». وتابع قائلاً: «نريد صندوق إغاثة حقيقياً يبدأ بملايين الدولارات، بمئات ملايين الدولارات، لأنّ الحاجة السورية كبيرة. نريد الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وتأمين أسباب هذا الدفاع ووسائله».
إلى ذلك، صرّح المعارض السوري رياض سيف بأنّه «نقول للمجتمع الدولي إنّنا لا نريد تدخّله العسكري، لكنّنا نريده أن يقدّم لنا أنظمة دفاع متقدمة مضادة للطائرات». وأضاف «بوسع الشعب السوري أن ينهي المعركة خلال أسابيع إذا حصلنا على هذا الدعم». في حين صرّح نائب وزيرة الخارجية الأميركية، وليام بيرنز، خلال اجتماع مراكش، بأنّه «وجهنا الدعوة لمعاذ الخطيب ولقيادة الائتلاف الوطني (السوري) من أجل القيام بزيارة لواشنطن في أقرب فرصة».
من ناحيته، أعلن وزير الشؤون الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، أنّ الاجتماع المقبل لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» سيعقد في إيطاليا، من دون تحديد موعده.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)