أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، قبيل مغادرته قطاع غزة، أمس، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية وطيّ صفحة الانقسام الأسود من تاريخ الشعب الفلسطيني، فيما كشفت «وول ستريت جورنال» عن مساعٍ أوروبية لإعادة فتح مكتب الاتحاد في رفح لمراقبة تدفق الأسلحة ورفع الحصار. وقال مشعل للصحافيين: «يجب إنهاء الانقسام ونبذ الخلافات وتحقيق الوحدة الوطنية وفرض المصالحة»، شاكراً أهالي غزة والحكومة على حفاوة الاستقبال. وهو كان قد أنهى أول من أمس، اجتماعه مع الفصائل الفلسطينية فى مدينة غزة، مؤكّداً أن الإنجاز الثالث سيكون المصالحة.
وغادر مشعل القطاع بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام شارك خلالها في انطلاقة حركة «حماس» السبت الماضي، وألقى الكلمة الرئيسية فيها، اضافة الى اجراء لقاءات بعدد من أطياف الشعب الفلسطيني المختلفة.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مساعي مسؤولين أوروبيين في بروكسل لوضع خطط لتوسيع دور الاتحاد الأوروبي في غزة، بما في ذلك تفعيل مكتب الاتحاد على المعبر الحدودي في رفح وتدريب المسؤولين المصريين للمساعدة في منع تدفق الأسلحة إلى القطاع.
وبحسب الصحيفة، كانت هذه مجموعة من الاستنتاجات التي ستعرض، في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويقترح فيها الاتحاد أنه «مستعد لدعم الجهود المبذولة لتأمين وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل والقطاع، بما في ذلك إعادة تنشيط بعثة الاتحاد الأوروبي في رفح الحدودية».
وقالت الصحيفة إنه في أعقاب العملية العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الماضي، يحاول الاتحاد الأوروبي أن يعرف إذا كان بإمكانه التأثير على الأحداث في الأراضي التي تسيطر عليها حركة «حماس»، حيث يوجد مليون ونصف مليون شخص.
وقال دبلوماسيون في الاتحاد للصحيفة إنه «ينبغي للاتحاد أن يسعى إلى منع تكرار دوامة العنف بين الإسرائيلي والفلسطيني على الحدود مع قطاع غزة بطريقتين: الأولى، وقف التهريب وخاصة الأسلحة. والثانية، دعم اتفاق مع إسرائيل بالسماح بفتح فوري وغير مشروط للمعابر لتدفق التجارة والمساعدات وتسهيل حركة المسافرين».
وفي ورقة مكتوبة غير رسمية كان لها تأثيرها على نهج الاتحاد الأوروبي، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن إعادة فتح مكتب الاتحاد في غزة يساعد ببدء حوار مع الأطراف المعنية بشأن انفتاح مستمر على القطاع، وفي الوقت نفسه سيُسهم في السيطرة الفعلية على البضائع ذهاباً وإياباً من غزة.
وتجدر الإشارة إلى إنشاء مكتب الاتحاد الأوروبي في رفح للمراقبة على تدفق حركة المسافرين والبضائع بين مصر وقطاع غزة عام 2005، ولم يغلق رسمياً، لكن أُوقف عمله منذ عام 2007، عندما سيطرت حركة «حماس» على القطاع.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)