لا تزال المعارضة الكويتية متمسكة بخيار الشارع من أجل الردّ على إجراءات السلطة واسقاط البرلمان الذي انتخب وسط مقاطعتها. وبعدما حشدت تظاهرة أول من أمس للمطالبة بحل مجلس الأمة، انتهت دون تدخل القوى الأمنية، توعّدت بتنظيم تظاهرة حاشدة يوم السبت والأحد المقبلين، حيث سيعقد المجلس أولى اجتماعاته بدعوة من أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح. ونظمت المعارضة التظاهرة في أحد الشوارع المحاذية للواجهة البحرية، وهتف المتظاهرون «المجلس غير شرعي والتعديل غير قانوني». ورفعوا أعلام الكويت ولافتات كتب عليها «لا للعنف كفى اعتقالات»، في اشارة الى تدخل قوات الامن ضد المتظاهرين الاسبوع الماضي واعتقال العشرات.
وقال النائب السابق الاسلامي، جمعان الحربش، أثناء مشاركته في المسيرة إن «الصراع سيزداد واخشى ان يكون له ضحايا إن لم تكن هناك حكمة باعادة الانتخابات على القانون السابق». وأضاف «لن يكون هناك مفاوضات مع الحكومة قبل سحب هذا المرسوم، واسقاط هذا المجلس المسخ الذي لا يمثل كل الكويتيين بل اقلية تحالفت مع السلطة». من جهته، قال أحد منظمي التظاهرة، فواز العنزي، إن «المتظاهرين يطالبون باسترجاع حقوقنا الدستورية المسلوبة»، داعيا الى «اسقاط مرسوم الصوت الواحد وحل البرلمان الجديد واصلاح القضاء وكتابة دستور جديد».
وكلف أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء المستقيل، الشيخ جابر المبارك الصباح، تأليف حكومة جديدة. ومن المفترض ان يؤلف الحكومة قبل 16 كانون الاول، وهو موعد بداية انعقاد الدور التشريعي الجديد.
ودعا ناشطون كويتيون جمهور المعارضة إلى المبيت أمام البرلمان في هذا اليوم. وقالوا عبر حساب «كرامة وطن» على تويتر «استمرارا لحراكنا السلمي ندعو جموع الشعب الكويتي إلى الاعتصام والمبيت في ساحة الارادة يوم السبت حتى يوم الاحد موعد افتتاح المجلس الساقط». وساحة الارادة هي الساحة التي تقع مقابل مبنى مجلس الامة، وسبق أن شهدت عددا من التظاهرات الكبرى للمعارضة.
ومن المفترض أن يفتتح أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح يوم الأحد المقبل مجلس الامة الجديد. وتعتبر المعارضة المجلس غير شرعي وتطالب بحله وبسحب التعديل الذي اقره الامير على قانون الانتخابات الذي جرى الاقتراع بموجبه. وقاطعت المعارضة التي تضم غالبية من الاسلاميين، هذه الانتخابات. وفي سابقة تاريخية، حصلت الأقلية الشيعية على حصة الأسد، فحازت 17 من أصل خمسين مقعداً في المجلس الجديد، بعدما رفضت دعوات المعارضة الى المقاطعة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)