واشنطن | تضاربت التصريحات، أمس، حول تأجيل الرئيس المصري، محمد مرسي زيارة قيل إنها كانت مقررة للولايات المتحدة هذا الشهر، فيما جددت الولايات المتحدة تأكيدها عمق العلاقة الاستراتيجية مع مصر، داعية في الوقت نفسه إلى حوار لحل الأزمة. وبعدما نشرت بعض الصحف معلومات عن طلب البيت الأبيض تأجيل زيارة مرسي لواشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، إنه لا يستطيع أن يؤكد ما إذا كان مرسي سيزور واشنطن في السابع عشر من الشهر الجاري. وأكد أنه ليس لديه أي شيء يمكن إعلانه في الوقت الحالي، فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي، أن زيارة مرسي للولايات لم تكن مقررة في هذا الموعد.
في غضون ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، كافة الأطراف في مصر إلى حوار «شفاف» ضروري «بصورة عاجلة» بهدف إيجاد حل للأزمة السياسية. ورأت أن «الاضطرابات التي نشهدها حالياًَ، تدل على الضرورة العاجلة لحوار ينبغي أن يجري في الاتجاهين». وأضافت: «ندعو كل الأطراف في مصر إلى إيجاد حل لخلافاتها عبر حوار ديموقراطي وعادل وشفاف، وندعو القادة المصريين إلى الحرص على أن تؤدي النتائج إلى حماية الوعد الديموقراطي للثورة لكل المواطنين». ولفتت إلى أن المصريين يستحقون «دستوراً يحمي حقوق كل المصريين». وعبّرت عن رغبتها في أن يكون القضاء المصري «قادراً على العمل خلال هذه الفترة».
وتزامنت هذه التطورات مع المحادثات التي أجراها في واشنطن مساعد الرئيس المصري للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، عصام الحداد مع مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي توم دونيلون. وقال بيان أصدره الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تومي فيتور، إن المحادثات تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وجهودهما المشتركة لتعزيز الأمن الإقليمي، بما في ذلك البناء على وقف إطلاق النار في غزة.
وتطرقت المحادثات إلى التعاون الاقتصادي الثنائي والتحول الديموقراطي في مصر والحاجة إلى المضي قدماً نحو عملية انتقالية سلمية وشاملة تحترم حقوق جميع المصريين. كذلك شُدِّد على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وقد حثت صحيفة «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها أمس التي حملت عنوان «شراكة مع مصر»، الإدارة الأميركية على جعل استمرار أي شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر تتوقف على الكيفية التي يدير من خلالها الرئيس المصري دفة الإصلاحات الديموقراطية في بلاده. ورأت الصحيفة أن تداعيات الأحداث في مصر تضع الادارة الأميركية في موقف لا يحسد عليه، ولا سيما أن الشراكة مع مصر، لطالما كانت تعد بمثابة أحد أعمدة الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.