كشفت صحيفة «ديلي تليغراف» أمس، أن تنظيم القاعدة يكثّف جهوده لإنشاء قاعدة جديدة لـ«عملياته الإرهابية» في ليبيا، في أعقاب الهجوم الأخير على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي. وقالت الصحيفة، نقلاً عن تقارير استخبارية غربية جديدة، إن قادة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وفرع شمال أفريقيا من التنظيم، يبذلون جهوداً متضافرة لإقامة روابط مع حركة «أنصار الشريعة» في ليبيا، التي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنها وقفت وراء الهجوم على قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي يوم 11 أيلول الماضي، الذي أدّى إلى مقتل 4 أشخاص، بمن فيهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز. وأشارت إلى أن قادة التنظيم يحاولون أيضاً إقامة علاقات مع الجماعات الإسلامية الأخرى في ليبيا، على أمل إنشاء إقطاعية هناك مماثلة للتي أقاموها في مالي المجاورة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في الاستخبارات الغربية أكدوا أن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي «يسافرون بانتظام إلى بلدة الغاط الصحراوية في جنوب غرب ليبيا القريبة من الحدود مع النيجر، بهدف إيجاد موطئ قدم لهم في ليبيا لشنّ هجمات على أهداف غربية والوصول إلى مخزونات الأسلحة الكبيرة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع نهبها المتمردون الليبيون خلال سقوط نظام العقيد (الراحل معمّر) القذافي بنهاية العام الماضي، مقابل تزويد الجماعات الإسلامية الليبية بالتدريب والتمويل».
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباري غربي، قوله إن تنظيم القاعدة «يرى في مرحلة ما بعد القذافي فرصة سانحة لتوسيع شبكة فروعه الإرهابية. كذلك سيصبح التنظيم أشد قوة بكثير إذا ما تمكن من تشكيل تحالف مع الجماعات الإسلامية الليبية». وقالت إن هناك نحو 1700 مجموعة مسلحة تعمل حالياً في ليبيا وتتبنى غالبيتها برامج إسلامية، مشيرة إلى أن السلطات الليبية أطلقت أخيراً عملية لإزاحة الجماعات الإسلامية من مدينة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية الأميركية، لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية يخشون من أن تكون قد انتقلت إلى مناطق أخرى في البلاد غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية. وأضافت أن التنظيم، بصرف النظر عن حركة «أنصار الشريعة»، «يحاول إقامة تحالفات مع الجماعات الإسلامية الليبية مثل لواء الشهيد أبو سليم، (نسبة إلى سجن أبو سليم، حيث توفي العديد من المتشددين الإسلاميين خلال حكم القذافي)». وأشارت الصحيفة إلى أن «لواء الشهيد أبو سليم» تمكّن في الآونة الأخيرة من السيطرة على مدينة درنة الليبية، ويسعى بنشاط إلى إقامة روابط مع الجماعات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، وخاصة في سوريا.
(يو بي آي)