ترى واشنطن أنّ العراق يسهّل مرور الطائرات الإيرانية المحمّلة بالأسلحة إلى سوريا، بينما يقول رئيس الوزراء نوري المالكي إن بلاده ملتزمة بقرار حظر الأسلحة على دمشق. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أولّ من أمس، أنّ جسراً جوياً أقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للإيرانيين تزويد النظام السوري بالسلاح. ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية، رفضت كشف هويتها، أنّ الإدارة الأميركية أصيبت بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر أجواءهم. وأضافت إنّ السلاح الذي يتسلمه النظام السوري يشمل قذائف وصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف هاون، وقنابل يدوية.وأوضحت أنّ مسؤولين عراقيين سيبلغون الإيرانيين عند اتخاذ قرار باجراء عمليات تفتيش جوية، وذلك لمساعدتهم على تفاديها. وقال أحد المصادر للصحيفة إنّ «استخدام الاجواء العراقية من جانب إيران لا يزال يثير مشكلة». وأضاف «نطلب من العراق أن يكون يقظاً ومنسجماً عبر الوفاء بالتزاماته الدولية واستمرار طلب هبوط الطائرات التي تحلّق فوق الأراضي العراقية آتيةً من إيران ومتجهة إلى سوريا بهدف تفتيشها، أو عبر رفض السماح لطائرات إيرانية متجهة إلى سوريا بعبور أجوائه». وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنّه بحسب تقارير سرية اطلعوا عليها، «حتى بعد التزام العراق في شهر أيلول الماضي بتفتيش الطائرات، لم تفتّش إلا طائرتان، آخرهما في 27 تشرين الأول».
يشار إلى أنّ المسؤولين العراقيين يصرّون دائماً على معارضتهم نقل أسلحة سورية عبر الفضاء الجوي العراقي، لكنّ مسؤولاً عراقياً، طلب عدم الكشف عن هويته، قال إنّ بعض المسؤولين في بغداد يقومون بأدنى جهد لاسترضاء الولايات المتحدة، وهم في الحقيقة متعاطفون مع الجهود الإيرانية في سوريا.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال مؤتمر صحافي، إنّه «لا قدرة لدى العراق على تفتيش كل الطائرات الذاهبة إلى سوريا». وأضاف «نحن نلتزم بتطبيق الدستور الذي يقرّ بمنع مرور السلاح عبر الأراضي العراقية».
وأكّد «نحن نلتزم بالحصار العسكري الذي فُرض على سوريا، لكن على الدول الأخرى أن تلتزم أيضاً»، مشدداً على ضرورة أن لا تدعم بعض الدول، التي لم يسمّها، المعارضة السورية بأسلحة نوعية.
(أ ف ب، يو بي آي)