بالتزامن مع اعلان واشنطن درسها وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، دعا المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا، وتبني خطّة كاملة من خلال مجلس الأمن. وحذّر الإبراهيمي من تحوّل سوريا إلى دولة فاشلة، إذا استمرت الأزمة، داعياً إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا من خلال مجلس الأمن. وقال، في إحاطة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في سوريا، إنّ المواجهة العسكرية في سوريا مستمرّة دون هوادة، مشيراً إلى أنّ انهيار الوضع الأمني في سوريا بدا أكثر وضوحاً. ورأى أن الحكومة ما زالت تنظر إلى نفسها على أنها السلطة الشرعية، بينما تصرّ قوى المعارضة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمقرّبين منه، قبل الحديث عن أيّ تسوية. وأضاف إنّ «النزاع العسكري في سوريا توسّع إلى كلّ أجزاء سوريا الجغرافية»، وقوات المعارضة السورية أصبحت تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، وبحوزتها أنواع جديدة من الأسلحة. وشدّد على «الحاجة إلى حلّ سياسي يضع نهاية للمأساة في سوريا»، ويحقق العدالة للشعب السوري ويحافظ على السيادة السورية. ورأى الإبراهيمي أنّه «لم يعد لنا سوى الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن»، مضيفاً «هنا في هذا المكان يمكن خلق عملية قابلة للتحقق لإطلاق عملية تفاوض سياسية، بناءً على خطة جنيف ومبادرة سلفي كوفي أنان». ودعا إلى نشر قوات حفظ سلام «قوية» في سوريا من خلال مجلس الأمن.
من جهته، أعرب مندوب سوريا، بشار الجعفري، عن دعمه لمهمة الإبراهيمي، ودعمه للخطط السابقة، بما في ذلك خطة كوفي أنان. وأكّد أنّ الحل يجب أن يكون سياسياً من أجل التوافق بدون أي تدخل خارجي، وبعيداً عن تلبية أجندات خارجية لهذه العاصمة أو تلك. وأكّد أنّ بلاده استجابت لكلّ المبادرات المخلصة سواء كانت عربية أو دولية أو إقليمية. ورأى أنّ نجاح أيّ جهد دولي يتطلب دعم الحكومة السورية، وإلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة وقف الدعم من كافة النواحي.
وقال الجعفري إنّ الحلّ لا يمكن أن يكون مبنياً على مبادرات مشبوهة تستضيفها هذه العاصمة أو تلك منخرطة في سفك الدم السوري. «وإلا فكيف نشرح ما ورد من أنّ صحفاً مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست تحدثت عن أنّ قطر زودت المسلحين بصواريخ ستنغر المضادة للطائرات. وهددت تنظيمات باسقاط طائرت مدنية تحلق في سماء سوريا».
من جهته، أعرب المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، عن قلقه البالغ حيال تصاعد وتيرة العنف في سوريا، وانتقد تصريحات واشنطن حيال التفجيرات الأخيرة بدمشق، واصفاً إياها بـ«السخيفة». وقال إنّ «عناصر إرهابية جديدة ما زالت تظهر في النزاع السوري، الأمر الذي يؤدي إلى أعمال عنف ذات طابع طائفي».
في موازاة ذلك، دعت مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في اجتماعها في طوكيو إلى تعزيز الضغط على النظام السوري، كذلك حثّت الأسرة الدولية على الوحدة لفرض التغيير. ودانت المجموعة، في بيان صدر باسم 63 دولة شاركت في الاجتماع، إلى جانب جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي، «عمليات القتل وقصف المناطق السكنية المستمرة في سوريا»، و«الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان». ودعا المشاركون إلى فرض حظر نفطي على النظام السوري، لكنّهم عبروا عن خشيتهم من امتداد النزاع إلى «المنطقة كلها». ودعت المجموعة «الأسرة الدولية إلى التحرك على نحو سريع وحاسم لزيادة الضغط على النظام» السوري. وطالبت بتعزيز العقوبات لتضييق الخناق على النظام.
في سياق متصل، صرّحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، فجر أمس، بأنّ الولايات المتحدة تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية. وأكدت الوزيرة الاميركية «إنني واثقة بأنّ واشنطن ستقوم بالمزيد في الأسابيع المقبلة». وذكرت بأنّ «المعارضة السورية ظلّت فترة طويلة عاجزة عن تقديم رؤية موحدة ومتجانسة لمرحلة ما بعد بشار الأسد». وأضافت «أسهمنا بعمق في مساعدتهم على الصمود».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)