أعلن أمس رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، «تحرير» سنجار (شمال العراق) من سيطرة تنظيم «داعش» عبر عملية نفذتها قوات «البشمركة» الكردية، بدعم من التحالف الدولي، أسهمت بقطع خطوط الدعم للتنظيم مع سوريا.وقال البرزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في سنجار، «في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات «البشمركة» ملحمة تاريخية وانا هنا للاعلان عن تحرير سنجار»، التي وقعت تحت سيطرة الجهاديين في آب 2014. وبدأت القوات الكردية العراقية، بمشاركة قوات من الأقلية الأيزيدية، الخميس عملية تحرير سنجار، وتمكنت من استعادة عدد من القرى المحيطة بالمدينة.

وقال بارزاني خلال المؤتمر ان «سنجار تحررت بدماء «البشمركة» واصبحت جزءا من كردستان»، وتابع «سنعمل مع الحكومة العراقية لجعلها محافظة».
ومعروف أن بغداد تعارض على نحو مستمر مطالب اقليم كردستان بضم مناطق متنازع عليها، وهو الموقف الذي يرجح ان تتخذه الحكومة المركزية بخصوص سنجار.
وباشر مئات من مقاتلي «البشمركة» صباح أمس اقتحام سنجار من جانبها الشمالي سيرا على الاقدام وهم يحملون اسلحة خفيفة ومتوسطة، وحمل بعض هؤلاء أعلام اقليم كردستان، واطلق بعضهم عيارات نارية في الهواء وسط هتافات «يعيش «البشمركة»»، و«تعيش كردستان». وجه التحالف الدولي 36 ضربة جوية ضد الجهاديين في سنجار خلال يومي الاربعاء والخميس، اضافة الى 15 ضربة اخرى استهدفت مواقع لهم في منطقة الحول في سوريا. وفي اعتراف نادر، اعلن البنتاغون الخميس على لسان المتحدث باسمه بيتر كوك ان مستشارين عسكريين اميركيين «موجودون على جبل سنجار لمساعدة «البشمركة» «على تحديد اهداف للغارات الجوية».
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارن «هذا جزء من عملية عزل الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد»، مشيرا الى ان «مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للامدادات» يربط الموصل بسوريا.
وفي السياق، نفى مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيمن هورامي، ادعاءات وجود دور لحزب العمال الكردستاني، أو امتداداتها في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردي) ووحدات حماية المرأة في استعادة قضاء سنجار من «داعش».
وأشار هورامي أن رئيس إقليم شمال العراق، مسعود بارزاني، أعد بنفسه لعملية تحرير سنجار، التي جرت تحت قيادته.
وفي السياق، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، أمس، «مباركته للانتصارات التي حققتها قوات «البشمركة»، التابعة لإقليم شمال العراق، في تحرير قضاء سنجار بمحافظة نينوى». ودعا السيستاني، في كلمة له خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثله أحمد الصافي، بمسجد الإمام الحسين بن علي، «إلى تغليب لغة العقل في طوز خرماتو على خلفية المصادمات» التي وقعت بين «البشمركة» من جهة وقوات الحشد التركماني كما يعرف من جهة أخرى، كما دعا إلى «المزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وأبناء الشعائر و«البشمركة»، للخروج في المعارك المقبلة بانتصارات جديدة وتحرير مناطق أخرى».
في هذا الوقت، اعلنت خلية الإعلام الحربي بدء هجوم على مدينة الرمادي بمحافظة الانبار(غرب) من ثلاثة محاور ضمن خطة الجيش العراقي لاستعادة المدينة من قبضة «داعش». وقال الرائد في الجيش العراقي جعفر حمد إن «القوات الأمنية بدأت بالتقدم بإتجاه مركز الرمادي مع قصف شديد لسلاح الجو وطيران الجيش العراقي على المواقع التي يتحصن فيها المسلحون».
إلى ذلك، قتل 19 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 40 بجروح في هجومين احدهما انتحاري بحزام ناسف استهدفا أمس حسينيتين في بغداد، كانت تجري في إحداها مراسم عزاء لأحد شهداء الحشد الشعبي، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.
كما قتل 3 واصيب 3 من عناصر «البشمركة» بعدما تمكن انتحاري من تفجير حزامه الناسف بينهم قرب سد الموصل، شمالي العراق.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)